الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***
أبو عمرو: الفَسْفَاس: الأحمق النِّهايَةُ في الحُمْق. وسيفٌ فَسْفَاس: كَهَام. وقال ابن عبّاد: الفَسْفَاس: من البُقُول، أخضر خبيث الريح، له زهرة بيضاء، يَنْبُتْ في مَسَائِل الماء. وقال ابن الأعرابي: الفَسِيْس: الرجل الضعيف العقل، والجمع: الفُسُسُ. وقال أبو عمرو: الفُسُسُ: الضَّعْفى في أبدانِهِم. وقال الليث: الفُسَيْفَسَاء: ألوان من الخَرَز يُؤلَّف بَعْضُها إلى بعض ثُمَّ يُرَكَّب في حيطان البيوت من داخِلٍ كأنَّه نقشٌ مُصَوّر، وأكثر مَنْ يَتَّخِذُه أهل الشَّامِ، وأنشد قوله: كَصَوْتِ اليَرَاعَةِ في الفِسْفِسِ *** فإنَّه أراد بيتًا مُصَوَّرًا بالفُسَيْفِساء. قال الأزهري: الفُسَيْفِسَاء ليس بِعَرَبيٍّ. والفِسْفِسَة: لغة في الفِصْفِصَة أي الرَطِبَة. وقال الفرّاء: الفَسْفَسى: لعبة للأعراب. نهر فُطْرُس -بالضم-؛ ويقال: نهر أبي فُطْرُس: قرب الرَّمْلَة من أرض فِلَسْطين، مَخْرَجُهُ من عُيُون من الجبل المُتَّصِل بِنابلِس، به كانت وَقْعَة عبد الله بن علي بن عبد الله بن عبّاس بِبَني أُمَيَّة، قال أبو نؤاس الحسن بن هانئ: وأصْبَحْنَ قد فَوَّزْنَ عن نهرِ فُطْرُسٍ *** وهُنَّ عن البيتِ المُقَدَّسِ زُوْرُ الفَطَسُ -بالتحريك-: تَطَأْمُنُ قصبة الأنف وانْتشارها، والرجل أفْطَس. وقال ابن دريد: الفَطَسُ في الأنف: انْفِراشُهُ في الوجه. وقال غيره: الاسم منه الفَطَسَة -بالتحريك-؛ كالقَطَعَة والصَّلَعَة والفَلَحَة والشَّتَرَة والجَدَعَة والقَلَفَة والكَشَفَة والعَفَلَة والخَرَمَة. والفَطْسُ -بالفتح-: حَبُّ الآس، الواحِدة: فَطْسَة. والفَطْسَة -أيضًا-: خَرَزَة من خَرَز الأعراب التي تَزْعُمُ النساء أنَّهُنَّ يُؤخِّذْنَ بها الرِّجال، يَقُلْنَ: أخَّذْتُه بالفَطْسَهْ *** بالثُّؤبا والعَطْسَه يَقْصْرنَ الثُّوباءَ مُراعاةً لوَزْنِ المَنْهوك. وقال ابن دريد: فَطَسَ الرجل يَفْطِسُ فُطُوْسًا -مثال جَلَسَ يَجْلِسُ جُلُوْسًا-: أي مات. والفِطِّيْس -مثال سِكِّيْت-: المِطْرَقَة العظيمة. وقال ابن دريد: فأمّا الفِطِّيْسُ فَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْض إمّا رُومِيّة وإمّا سُرْيَانِيّة، إلاّ أنَّهُم قالوا: فِطِّيْسَة الخِنْزير؛ يُريدونَ أنفَهُ وما والاه. وقال ثعلب: هي الشَّفَة من الإنسان، ومن ذوات الخُفِّ: المِشْفَرُ، ومن السِّباع: الخَطْمُ والخُرْطُوم، ومن الخنزير: الفِنْطِيْسَة؛ هكذا رواه بالنون على فِنْعِيْلَة، والنون زائدة. وقال ابن عبّاد: يقال فَطَسْتُه عن كذا: أي وَقَمْتُه، وكذلك إذا ضَرَبْتَه. وفَطَسْتُه بالكَلِمَة وبالخَبَر: إذا قُلْتَه في وجهه. قال: والفَطْسَة: جِلْدُ غيرِ الذَّكيِّ. وفَطسْتُ الحديدَ: عَرَّضْتُه. وظَلِلْتُ أُفَطِّسُهُ تَفْطِيْسًا: مِثْلُ فَطَسْتُه بالكَلمَة وبالخَبَرِ. ابن الأعرابي: الفاعوس: الحَيَّة، وأنشد: بالموتِ ما عَيَّرْتِ يا لَمِيْسُ *** قد يَهْلِكُ الأرقَم والفاعوسُ والأسدُ المُذَرَّع النَّهُوْسُ *** والبطلُ المُسْتَلْئمُ الحؤوْسُ واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسوسُ *** والفيلُ لا يَبقى ولا الهِرْمِيْسُ والفاعُوْسُ: الكَمَرُ. والفاعُوْسُ: الدّاهِيَة. والفاعُوْسُ: الوَعِلُ. والفاعُوْسُ: الكَرّازُ. وقال ابن عبّاد: والفاعُوْسُ من كل شيء من الدَّوابِّ: الفَدْمُ الثَّقيل المُسِنُّ، واسْمٌ يُسَمّى به أحّد المُلاعِبَيْنِ بالمُواغَدَةِ، وهي لُعبَةٌ لهم، يَجْتَمِعُ نَفَرٌ فَيُسَمَّوْنَ بأسماءٍ. والفاعُوْسة: الفَرْجُ، لأنّها تَتَفَعَّس أي تَتَفَرَّج، قال حُمَيد الأرْقَط: كأنَّما ذُرَّ عليها الخَرْدَلُ *** تَبِيْتُ فاعُوْسَتُها تَألَّلُ وقال ابن عبّاد: الفُعْسُ: الحَيّاتُ. فَقَسَ يَفْقِسُ فُقُوْسًا -مثال جَلَسَ يَجْلِسُ جُلُوْسًا-: أي مات. وقال ابن دريد: الفَقْسُ من قولِهِم فَفَسْتُ البيضَةَ وفَقَصْتُها: إذا كَسَرْتَها -بالسين والصاد- ثمَّ أخْرَجْتَ ما فيها. قال: والفُقاس بالضم -وفي بعض نُسَخِ الجَمْهَرَة: القُفاس بتقديم القاف-: داء شبيه بالتشَنُّج بالمفاصِل. وقال ابن شُمَيْل: يُقال للعُود المُنْحَني في الفَخِّ الذي يَنْقَلِبُ على الطَّيْرِ فَيَفْسَخُ عُنُقَه ويَعْتَفِرْهُ: المِفْقاس، يقال: فَقَسَه الفَخُّ. وقال الليث: المِفقاس: عُوْدَانِ يُشَدُّ طَرَفاهُما بِخَيْطٍ كالذي في وسط الفخ. ثمَّ يُلوى أحَدُهما، ثمَّ يُجْعَلُ بينهما شيء يَشُدُّهما، ثمَّ يُوضَع فوقَهما الشَّرَكَة، فإذا أصابها شيءٌ فَقَسَتْ: أي وَثَبَت، ثمَّ أعْلَقَت الشرِكَة في الصَّيد. والفَقُّوس -مثال تَنُّور-: البِطِّيخ الشَّأْميّ الذي يقال له بالعِراق البِطِّيخ الرَّقيُّ؛ وباليمن الحَبْحَب، وتقول له الأعاجِم البِطيخ الهندي. وفاقُوْسُ: مدينة شرقي مصر. وفُقَيْس -مُصَغّرًا-: من الأعلام. وقال ابن عبّاد: فَفَسَ فلان فُلانًا: جَذَبَه بِشَعْرِهِ سِفْلًا. وفَقَسْتُه عن أمْرِ كذا: أي وَقَمْتُه. وفَقَسَه: قَتَلَه. وهما يَتَفاقَسَانِ بِشُعُورِهما. وهذه الكلمات الأربع الصَّواب فيهِنَّ تقديم القاف على الفاء، وقد رواها الأزهريّ على الصِّحَّة. وحَكى عن اللِّحْيَاني: وانْفَقَسَ الفَخُّ على الطائِر: أي انْقَلَبَ عليه. فَقْعَسَ: أبو حَيٍّ من أسَد، وهو فَقْعَس بن طَريف بن عمرو بن قُعَيْن بن الحارث بن ثَعْلَبَة بن دُودَان بن أسد، قال حُرَيث بن عَنّاب النَّبْهَانيّ: تعالَوا أُفاخِرْكُم أأعْيا وفَقْعَسٌ *** إلى المَجْدِ أدْنى أمْ عَشيرَةُ حاتِمِ قال الأزهري: ولا أعرف اشْتِقاقَه، وأعْيا: هو أخو فَقْعَسٍ. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: فَقْعَسٌ عَلَمٌ مُرْتَجَلٌ قِياسِيُّ. الفَلْحَس: الحريص، عن أبي عُبَيْدَة. والفَلْحَس: الكَلْبُ، سُمِّيَ بذلك لحِرصِه. وفي المَثَل: أسألُ من فَلْحَسٍ، وأعظَمُ في نَفْسِهِ من فَلْحَسٍ، وهو رجل من بَني شَيْبان كانَ سيِّدًا عزيزًا يسألُ سَهْمًا في الجيش وهو في بيتِه فَيُعطى لِعِزِّه، فإذا أُعْطِيَه سألَ لامْرأتِه، فإذا أُعْطِيَه سألَ لناقتِهِ أو لِبَعيرِه. وقال الجاحِظ: كانَ لفَلْحَسٍ ابن يقال له زاهِر، مَرَّ به غَزِيٌّ من بني شَيْبان فاعْتَرَضَهُم وقال: إلى أين؟ قالوا: نُريدُ غَزوَ بني فُلان، قال: فاجْعَلوا لي سَهمًا في الجيش، قالوا: قد فَعَلْنا، قال: ولامْرأتي، قالوا: لكَ ذلك، قال: ولِناقَتي، قالوا: أمّا ناقَتُكَ فَلا، قال: فإنّي جارٌ لكُلِّ مَن طَلَعَت عليه الشمس ومانِعُكُم منهم، فرَجَعوا خائِبين ولم يَغزوا عامَهُم ذلك. وقال أبو عُبَيد: الفَلْحَس في المَثَل: الذي يَتَحَيَّن طعام الناس، كما يُقال: جاءَ يَتَطَفّل. وفي ابن فَلْحَسٍ قيل: العصا من العُصَيَّةِ، أي لا يكون ابن فَلْحَسٍ إلاّ مِثْلَه. وقال الليث: الفَلْحَس: الحريص. وقال ابن الأعرابي: الفَلْحَس: الدُّبُّ المُسِنُّ. وقال الفرّاء: الفَلْحَسَة: المرأة الرَّسْحَاءُ الصَّغيرَة العَجِيْزَة. والفِلْحاس: القبيح السَمِج. ويقال: جاءَ يَتَفَلْحَس: أي يَتَطَفَّل. الفَلْسُ: يُجْمَع في القِلَّةِ على أفْلُسٍ؛ وفي الكَثْرَة على فُلُوس. وفُلُوسُ السمك: ما على ظهرِهِ شبيهٌ بالفُلٌوس. والفَلاّس: بائع الفَلْس. والفَلْس -أيضًا-: خاتَم الجِزْيَة في الحَلْق. وقال ابن دريد: الفِلْس -بالكسر-: صَنَمٌ كانَ لِطَيِّئٍ في الجاهِلِيَّة، فَبَعَثَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلّم- عَلِيَّ بن أبي طالِب -رضي الله عنه- حتّى هَدَمَه وأخَذَ السّيفَينِ الذين كان الحارِث بن أبي شَمِرٍ أهداهما إليه، وهُما مِخْذَمٌ ورَسُوبٌ اللَّذان ذَكَرَهُما عَلْقَمَة بن عَبَدَة في قصيدَتِهِ: مُظاهِرُ سِرْبالَيْ حَدِيْدٍ عليهما *** عَقِيْلا سُيُوْفٍ مِخْذَمٌ ورَسُوْبُ وزاد ابن الكَلْبيّ: فَتَقَلَّدَ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أحَدَهُما، ثمَّ دَفَعَ إلى عَلِيّ -رضي الله عنه- سَيْفَه الذي كان يَتَقَلَّدُه. والفَلَس -بالتحريك-: من قولِهِم في حُبِّها فَلَسَ: أي لا نَيْلَ مَعَه؛ قالَه أبو عمرو، قال المُعَطَّل الهُذَليّ؛ ويروى لأبي قلابَة أيضًا: يا حُبَّ ما حُبُّ القَتُوْلِ وحُبُّها *** فَلَسٌ فلا يُنْصِبْكَ حُبٌّ مُفْلِسُ أي ليسَ في يديك منه شيء، من أفلَسَ الرجل: إذا لم يَبْقَ له مالٌ كأنَّما صارَت دراهِمُه فلوسًا وزُيُوفًا، كما يقال: أخْبَثَ الرَّجُلُ إذا صارَ أصحابُه خُبَثاء، وأقْطَفَ إذا صارَت دابَّتُهُ قَطُوْفًا. ويجوز أن يُراد به أنَّه صار إلى حالٍ يقال فيها: ليس مَعَهُ فَلْسٌ، كما يقال أقْهَرَ الرَّجُل: إذا صارَ إلى حالٍ يُقْهَرُ عليها، وأذَلَّ: إذا صارَ على حالٍ يُذَلُّ فيها. وأفْلَسْتُ فلانًا: إذا طَلَبْتَه فأخْطأتَ مَوْضِعَه، فذلك الفَلَسُ، ومعنى البيت: أنَّه لا يكون في يَدَيْكَ منها إلاّ ما في يَدَيِ المُفْلِسِ. ومَفالِيْس: بلدة باليَمَن. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: قد وَرَدْتُها. ويقال: فَلَّسُه القاضي تَفْليسا: إذا حَكَمَ بإِفْلاسِه ونادى عليه أنَّه أفْلَسَ. وتَفْلِيس: بلد مشهور افْتَتَحَهُ المسلمون في خِلافة عُثمان -رضي الله عنه-، وبعضهم يكسر تاءها، فيكون على وزن فِعْلِيْل نحو بِرْطِيْل، وتُجعَل التاء حينَئِذٍ أصْلِيَّة، لأنَّ الكَلِمَة جُرْجِيَّة وإنْ وافَقَتْ وزانَ العربيَّة، ومَنْ فَتَحَ التاء جعلَ الكلمة عربيّة كالتَّنْعيم لِمَوْضِع بمكّة حرسها الله. وشيءٌ مُفَلَّسُ اللَّوْن: إذا كانَ على جِلْدِهِ لُمَعٌ كالفُلُوْسِ. ابن عبّاد: الفِلْطاس والفِلْطَوْس: الكَمَرة الغليظة. وكَمَرة فِلْطِيْس: كذلك. وقال أبو عمرو: الفِلْطاس والفِلْطَوْس: رأس الكَمَرة إذا كانَ عريضًا، وأنشد: يَخْبِطْنَ بالأيدي مَكانًا ذا غَدَرْ *** خَبْطَ المُغِيْباتِ فَلاطِيْسَ الكَمَرْ أي: خَبْطَ فَلاطِيْسِ الكَمَر المُغِيْباتِ. ويقال لخَطْم الخِنزير: فِلْطِيْسَة. وقال ابن دريد: تَفَلْطَسَ أنْفُ الإنسان: إذا اتَّسَعَ. أبو عُبَيد: الفَلَنْقَس: الذي أبوه مَوْلىً وأُمُّهُ عرَبيَّة، وأنشد: العَبْدُ والهَجِيْنُ والفَلَنْقَسُ *** ثلاثَةٌ فَأيَّهُمْ تَلَمَّسُ وقال أبو الغَوْث: الفَلَنْقَسُ: الذي أبوه مَوْلىً وأُمُّه مَوْلاةٌ، والهجين: الذي أبوه عتيق وامُّه مولاةٌ، والمُقْرِف: الذي أبوه مَوْلىً وليسَتْ أُمُّه كذلك. وقال أبو الهَيْثَم: الفَلَنْقَس: الذي أبواه عَرَبيّان وجَدَّتاهُ مِن قِبَلِ أبيه وأُمِّهِ أمَتَان، وهذا قول أبي زيد وقال: هو ابن عَرَبِيَّيْنِ لأمَتَيْنِ. وقال الليث: الفَلَنْقَس: الذي أُمُّهُ عربيّة وأبوه ليس بِعَرَبيٍّ. وقال ابن دريد: رجُلٌ فَلْقَس وفَلَنْقَس: بخيل لئيم والسَّفِلَة من الناس الرَّديء. فنجلس: الأزهريّ: كَمَرَة فَنْجَلِيْسٌ: أي ضخمة. وقال ابن دريد: الفَنْجَلِيْس والفَنْطَلِيْس: الكَمَرَة العَظيمة. ابن الأعرابي: فَنْدَسَ الرَّجُلُ -بالفاء-: إذا عَدا، وقَنْدَسَ -بالقاف-: إذا تابَ بَعْدَ مَعصِيَة. ابن الأعرابي: الفَنَسُ -بالتحريك- الفَقْرُ المُدْقِع. وقال الأزهريّ: الأصلُ فيه الفَلَسُ فأُبْدِلَتْ اللام نونًا كما ترى مِنَ الإفلاس. الفِنْطِيْس: من أسماء الذَكَر. وفِنْطِيْسَةُ الذئب: خَطْمُه. ويقال: إنَّه لَمَنيع الفِنْطِيْسَة والفِرْطِيْسَة: أي منيع الحَوْزَة حَمِيُّ الأنف. وفِنْطِيْسَةُ الذِّئب: أنْفُه. وقال ابن دريد: يقال للرجل العريض الأنف: فِنْطِيْس. وقال ابن عبّاد: الفِنْطِيْس: اللئيم من قِبَلِ وِلادَتِهِ؛ وجمعه: فَنَاطِيْس. وهو من الأُنُوف: ما اتَّسَعَ مَنْخِرُه وانْبَطَحَت أرْنَبَتُه. وقال أبو عمرو: فِنْطاس السَّفينة: حوضُها الذي تَجْتَمِع فيه نُشَافَةُ مائها، هذا هو الأصْلُ، ثمَّ كَثُرَ حتى سَمَّوا السِّقايَة التي تُؤلَّفْ من الألواح وتُقَيَّر وتُحْمَل في السُّفُن البحرية للشِّفَاهِ: الفِنْطاس. وقال ابن الأعرابي: الفِنْطاس: القَدَح من خشب يكون ظاهِرُه مُنَقَّشًا بالصُّفْرَة والحُمْرَة والخُضْرَة يُقْسَم به الماء العَذْبُ بين أهل المَرْكَب. ابن دريد: الفَنْطَليس والفَنْجَليس: الكَمَرة العَظيمة. وقال الأزهريّ: يقال كَمَرَة فَنْطَليس وفَنْجَليس: أي ضخمة. قال: وَسَمِعْتُ أعرابِيَّةً من بَني نُمَيْر فَصيحَة تُنْشِد ونَظَرَت إلى كوكَبَةِ الصُّبْحِ طالِعَةً: قد طَلَعَتْ حَمْراءُ فَنْطَليسُ *** ليسَ لِرَكْبٍ بَعْدَها تَعْرِيْسُ فاس: مدينة من مُدُن المَغْرِب. وقد ذَكَرْتُها في تركيب ف أ س. الليث: الفِهْرِس -بالكسر-: الكِتاب الذي تُجْمَع فيه الكُتُبُ، قال الأزهري: ليسَ بِعَرَبيٍّ مَحْضٍ ولكنَّه مُعَرَّب، وقال غيرُه: هو مُعَرّبُ فِهْرِسْتْ، وقد اشْتَقُّوا منه الفِعْلَ فقالوا: فَهْرَسَ الكُتُبَ. الفَهَنَّسُ -مثال عَمَلَّسٍ-: من الأعلام. الليث: القُبْرُسُ -بالضم-: من النَّحاس: أجْوَدَه. وقُبْرُسُ -أيضًا-: جزيرة عظيمة في بحر الروم، يُنْسَبُ إليها الزّاجُ الجيِّد والكَتّانُ، وبها تُوُفِّيَت أُمُّ حَرَامٍ بنتُ مِلْحَانَ رضي الله عنها. القَبَسُ -بالتحريك-: شعلة نار يَقْتَبِسها الإنسان أي يأخُذها من معظم النار، قال تعالى: {بِشِهَابٍ قَبَسٍ}، وكذلك المِقباس، يقال: قَبَسْتُ منه نارًا أقْبِسُها قَبْسًا. وقَبَسْتُه نارًا: إذا جِئْتُهُ بها. وفي المَثَل: ما أنْتَ إلاّ كقابِسِ العَجْلان، قال صالح بن عبد القدُّوس: لا تَقْبِسَنَّ العِلْمَ إلاّ امْرَءً *** أعانَ باللُّبِّ على قَبْسِهِ وقابِس: مدينة بين طرابلس المَغرِب وسَفَاقُس، تُنْسَب إليها جماعة من أهل العلم والأدب. وقال ابن الأعرابي: القابوس: الرجل الجميل الوجه الحَسَن اللَّون. وأبو قابوس: كُنيَة النُّعمان بن المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن عَدِيّ اللَّخمي ملك العرب، وقابوس لا يَنْصَرِف للعُجمة والتعريف، وهو معرّب كاوُوْسَ، فأُعرِبَ فوافَقَ العَرَبيَّة، قال النابغة الذبياني: نُبِّئْتُ أنَّ أبا قابوسَ أوْعَدَني *** ولا قَرارَ على زأرٍ من الأسَدِ وقال أيضًا: وَعيدُ أبي قابوسَ في غيرِ كُنْهِهِ *** أتاني ودوني راكِسٌ فالضَواجِعُ في غير كُنْهِهِ: أي في غيرِ قَدرِهِ واسْتِحقاقِهِ. وصغَّرَه تصغير التَّرْخيم للضرورة فقال يهجو يزيد بن عمرو بن خُوَيْلِد، وخُوَيلِد هو الصَّعِق: فإن يَقْدِر عليكَ أبو قُبَيْسٍ *** تَحُطَّ بك المعيشَةُ في هَوَانِ فقال يَزيد -ويقال: قال الحارث بن سالِم الضِّبَابيّ- وهو مخزوم: إن يَقْدِر عَلَيَّ أبو قُبَيْسٍ *** تَجِدْني عِنْدَهُ حَسَنَ المكانِ وأبو قُبَيْسٍ: جبل بمكّة -حرسها الله تعالى-، قيل له أبو قُبَيْسٍ برجلٍ من مَذْحِجَ حَدّاد يُكنّى أبا قُبَيْسٍ، لأنّه أوَّل من بنى فيه، وكان قبل ذلك يُسَمّى الأمين لأنّ الركن كان مستودَعًا فيه. وأبو قُبَيْسٍ -أيضًا-: حِصْنٌ من أعمال حَلَب. ويزيد بن قُبَيْسٍ: شَاميّ. وميمونة بنت قُبَيْس بن ربيعة بن رِبْعان بن حُرْثان بن نصر بن عمرو بن ثَعْلَبَة بن كِنانة بن عمرو بن القَيْن: أمُّ عثمان بن سُلَيْمان بن أبي حَثْمَة بن حُذَيْفَة بن غانِم. وقِيْبَس -بكسر القاف وتقديم الياء المُثَنّاة على الباء المُوَحّدة-، قال الحافِظ عبد الغني بن سعيد: هو في نَسَب أبي محمد عبد الله بن قيس بن قِيْبَس بن أبي هِشام السَّهْمِ، قال: كان يكتب معنا الحديث. وقال ابن فارِس: القِبْس -بالكسر: الأصل، وهو القِنْس- بالنون- أيضًا. والقَبِيْس: الفحل السريع الإلقاح، وقد قَبِسَ الفحل -بالكسر- قَبَسًا- بالتحريك- فهو قَبِسٌ وقَبِيْسٌ، ومنه المَثَل: لَقْوَةٌ صادَفَتْ قَبِيْسًا، وقال ابن عبّاد قَبُسَ قَبَاسَة بهذا المعنى، وقال الأزهَريّ: من أمثالهم: أُمٌّ لَقْوَةٌ وأبٌ قَبِيْس، يُضْرَب للرَّجُلَين يجتَمِعان فَيَتَّفِقان، واللَّقْوَة: السَّريعة التَّلَقّي لماء الفَحْل، قال: حَمَلْتِ ثلاثَةً فَوَضَعْتِ تِمًّا *** فَأُمٌّ لَقْوَةٌ وأبٌ قَبِيْسُ وقال أبو عمرو: الأقْبَس: الذي تبدو حَشَفَتُه قبلَ أن يُخْتَنَ. وقال ابن دريد: قَنْبَسَ: اسمٌ، والنون زائِدَة. وأقْبَسَني: أي أعطاني قَبَسًا. وأقْبَسْتُه: عَلَّمْتُه. وقال أبو عُبَيد: أقْبَسْتُ الرَّجُلَ نارًا: طَلَبْتُها له. واقْتَبَسَ: أخَذَ من مُعْظَم النار. واقْتَبَسَ العِلْمَ: كذلك. والتركيب يدل على صِفَة من صِفات النار ثمَّ يُسْتَعار. القُدَاحِس: الشُّجاع الجَريء. والقُدَاحِس: الأسَد. والقُدَاحِس: السَّيِّء الخُلُق، عن ابن دريد. القُدْسُ والقُدُس -مثال خُلْقٍ وخُلُقٍ-: الطُّهْرُ؛ اسم ومَصْدَر، ومنه: حَظيرَة القُدس وروح القُدس. والقُدُس: جَبْرَئيل -صلوات الله عليه-، قال تعالى: {وأيَّدْناه بِرُوْحِ القُدُسِ}، وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ روحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوَعي أنَّ نفسًا لن تموت حتى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَها؛ فاتَّقوا الله وأجمِلوا في الطَّلَب». وقيل له روح القُدس لأنّه خُلِقَ من طَهارةٍ، وقال حسّان بن ثابِت رضي الله عنه: وجِبْرِيْلٌ رَسولُ اللهِ فينا *** وروحُ القُدْسِ ليسَ له كِفَاءُ وقُدْسٌ- بالتسكين-: جبل عظيم بأرض نجد، وأنشد أبو القاسِم الحَسَن بن بِشْرٍ الآمِديّ للبُغَيْتِ -بالباء المُوَحَّدَة والغَيْن المُعْجَمَة والتاء المُثَنّاة في آخِرِه-، وهو شاعِر فاتِك من جُهَيْنَة كثير الغارات: نحنُ وَقَعْنا في مُزَيْنَةَ وَقْعَةً *** غَداةَ الْتَقَيْنا بينَ غَيْقٍ فَعَيْهَما ونحنُ جَلَبْنا يومَ قَدْسِ أوَارَةٍ *** قَنابِلَ خَيْلٍ تَتْرُكُ الجَوَّ أقْتَما ونحنُ بموضُوعٍ حَمَيْنا ذِمارَنا *** بأسْيافنا والسَّبْيَ أنْ يُتَقَسَّما هكذا رواه الآمِديّ: "قُدْسِ أُوَارَةٍ" بتقديم الهمزة على الواو، وقال ابن دريد: قُدْسِ أُوَارَةَ جَبَلٌ معروف، وقال حسّان بن ثابِت -رضي الله عنه- يهجو مُزَيْنَةَ: رُبَّ خالَةٍ لكَ بين قُدْسٍ وآرَةٍ *** تحتَ البَشَامِ ورفْغُها لم يُغْسَلِ والقُدْسُ -أيضًا-: البَيْتُ المُقَدَّسُ. والقُدَاسُ -مثال العُطاس-: شيء يُعْمَل كالجُمان من الفِضَّة، قال يَصِف الدموع: كَنَظْمِ قُدَاسٍ سِلْكُهُ مُتَقَطِّعٌ *** والقُدَاس -أيضًا-: الحَجَرُ الذي يُنْصَب على مَصَبِّ الماء في الحوض. وقال ابن دريد: القُدَاسُ ويقال القُدّاسُ بالفتح والتشديد: حَجَرٌ يُطْرَح في حوض الإبل يُقَدَّر عليه الماء فَيَقْسِمُوْنَه بينهم، يَصْنَعونَ به كما يَصْنَعونَ بالمَقْلَةِ في أسْفارِهِم، وهي الحَصَاةُ التي تُطْرَح في القَعْبِ يَتَصَافَنُوْنَ الماءَ عليها، يفعَلون ذلك عند ضِيْقِ الماء لِيَشْرَبَ كُلُّ إنْسانٍ بمِقْدارٍ، وأنشد أبو عمرو: لا رِيَّ حتى يَتَوارى قَدّاسْ *** ذاكَ الحُجَيْرُ بالإزاءِ الخَنّاسْ والحُسَيْن بن قُدَاس: من أصحاب الحديث. وقال ابن عبّاد: شَرَفٌ قُدَاسٌ: أي منيع ضخم. قال: والقُدُس -بضمَّتَين- وقيل القُدَسُ -مثال صُرَد-: قَدَحٌ نَحْو الغُمَرِ. وقال ابن دريد: القادِس: حجَر المُقْلَة كالقَدّاس. والقادِس: السفينة العظيمة، قال أُمَيَّة بن أبي عائِذٍ الهُذَليّ يَصِفُ ناقَة: وتهفو بِهَادَ لها مَيْلَعٍ *** كما اطَّرَدَ القادِسَ الأرْدَمُوْنا المَيْلَع: الذي يتحرَّك هكذا وهكذا، والأرْدَم: الملاّح الحاذِق. وقال إبراهيم بن عليِّ بن محمد بن سَلَمَة بن عامِر بن هَرْمَة يمدح عبد الواحِد بن سُلَيْمان: اليكَ كَلَّفْتُها الفَلاةَ بلا *** هادٍ ولكنْ تَؤُمُّ مُعْتَسِفَه كأنَّها قادِسٌ يُصَرِّفُهُ الن *** نُوْتيُّ تحتَ الأمواجِ عن حَشَفَهْ وقادِس: جزيرة غَرْبيَّ الأُنْدُلُس تُقارِب أعمال شَذُوْنَةَ. وقادِسُ -أيضًا-: قصبة من أعمال هَرَاةَ. والقادِسِيَّة: قرية على طريق الحاجِّ على مرحلة من الكوفَة. ويوم القادِسِيَّة: يوم كان بين المُسْلِمين وبين الفُرْس في خلافة عمر -رضي الله عنه- سَنَةَ سِتّ عشرةَ من الهِجْرَة، وأمير العَسْكَر يومَئذٍ سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه-، وكان في القَصْرِ يَنْظُرُ إلى القِتالِ، فقال بعض المُسْلِمين: ألَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أنْزَلَ نَصْرَهُ *** وسَعْدٌ ببابِ القادِسِيَّةِ مُعْصمُ وقيل: مَرَّ إبراهيم -صلوات الله عليه- بالقادِسِيَّة فوَجَدَ هُناكَ عَجوزًا، فَغَسَلَتْ رَأْسَه، فقال: قُدِّسْتِ من أرْضٍ، فَسُمِّيَت القادِسِيَّة، ودَعا لها أنْ تكونَ مَحَلَّةَ الحاجِّ. وكان يقال للقادِسِيَّة: قُدَاسُ، قال بِشر بن أبي ربيعة الخَثْعَميّ: وحَلَّت ببابِ القادِسِيَّةِ ناقَتي *** وسَعْدُ بنُ وَقّاصٍ عَلَيَّ أمِيْرُ تَذَكَّرْ هَدَاكَ اللهُ وَقْعَ سُيُوْفِنا *** بِبابِ قُدَيْسٍ والمَكَرُّ ضَرِيْرُ وقيل: جَعَلَها قُدَيْسًا لضَرورةِ الشِّعر، كما جَعَلَها الكُمَيْت قادِسًا حيث يقول: كأنّي على حُبِّي البُوَيْبَ وأهْلَهُ *** أرى بالقَرِيْنَيْنِ العُذَيْبَ وقادِسا والقادِسِيَّة -أيضًا-: قرية قرب سُرَّ مَنْ رَأى. وقال ابن دريد: القَدِيْسُ -زَعَموا-: الدُّرُّ، لغة يمانيّة قديمة، قال: وأنشد ابن الكَلْبيّ بيتًا لِمُرَتِّع بن معاوية أبي كِندة بن مُرَتِّعٍ، ولم يذكر ابن دريد البيت. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم يَذْكُرِ ابن الكَلْبيّ في جمهرة النَسَب عندَ ذِكْرِهِ مُرَتِّعًا شيئًا مما قاله ابن دريد. والقُدُّوْسُ: من أسماء الله تعالى، وهو فُعُّوْلٌ، من القُدْس وهو الطَّهارة، ومعنى القُدُّوْسُ: الطّاهِر. وكان سِيبَوَيْه يقول: القُدُّوْسُ والسَّبُّوْحُ -بفتح أوائِلِهما-، وقال ثعلب: كُلُّ اسْمٍ على فَعُّوْلٍ فهو مفتوح الأوَّل؛ مثل سَفُّوْد وكَلُّوب وسَمُّور وشَبُّوط وتَنُّور؛ إلاّ السُّبُّوح والقُدُّوْس فإِنَّ الضمَّ فيهما أكثر وقد يُفْتَحانِ، قال: وكذلك الذُّرُّوْحُ بالضم وقد يُفْتَح. وقيل: القُدُّوْسُ: المُبَارَك. وقرأ زيد بن عَليِّ: "المَلِكُ القدُّوْسُ" بفتح القاف، وقال يعقوب: سَمِعْتُ أعرابيًّا عِنْدَ الكِسَائيّ يُكَنّى أبا الدُّنيا يقرَأُ "القَدُّوْسُ" بفتح القاف، وقال رؤبة: دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوْسُا *** دُعاءَ مَنْ لا يَقْرَعُ النّاقُوسا والقَدَسُ -بالتحريك-: السَّطْلُ بِلُغَة أهْلِ الحِجازِ، لأنَّه يُتَطَهَّرُ به. وقَدَسُ -أيضًا-: بلدة قُرْبَ حِمْصَ، من فُتُوحِ شُرَحْبِيْل بن حَسَنَةَ -رضي الله عنه-، وحَسَنَةُ أمُّه، وأبوه عبد الله بن المُطاع، وإليها تُضافُ بُحَيْرَةُ قَدَس. وفلان قَدُوْسٌ بالسَّيف: أي قَدُوْمٌ به. وقد سَمَّوا قَيْدَاسًا -مثال طَيْثَار- ومِقْداسًا. وقُدَيْسَة بنت الربيع: أُمُّ عبد الرحمن بن إبراهيم بن الزُّبَيْر بن سُهَيْل بن عبد الرحمن بن عَوْفٍ. والتَّقْديس: التَّطْهير. وقد قَدَّسَ اللهَ تعالى، قال العجّاج: أرْسَاهُ من عَهْدِ الجِبالِ فَرَسا *** خالِقُنا فَنَحْمَدُ المُقَدَّسا بِجَعْلِهِ فينا العَدِيْدَ الأنَسا *** وقوله تعالى: {ونُقَدِّسُ لكَ} قيل: معناه نُقَدِّسُكَ، واللام صِلَة. والأرض المُقَدَّسَة: أي المُطَهَّرَة. وبيتُ المُقَدَّسِ -يُخَفَّف ويُشَدَّد، كَمَجْلِسِ ومُطَهَّرٍ-. والمُقَدِّس في قول امرئ القيس، ويُروى لبِشْرِ بن أبي خازِمٍ، وهو موجود في دِيْوانيْ أشعارِهما: فأدْرَكْنَهُ يَأْخُذْنَ بالسّاقِ والنَّسَا *** كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِ وكان الرّاهِب إذا نَزَلَ من الصَّوْمَعَة يُريدُ بيت المَقْدِس تَمَسَّحَ به الصِّبْيَان حتى يُمَزِّقُوا ثَوْبَه، فَفي شِعْرِ امْرئ القَيْس: كما شَبْرَقَ، وفي شِعْرِ بِشْرِ: كما خَرَّقَ. وتَقَدَّسَ: أي تَطَهَّرَ. والتركيب يدل على الطُّهْرِ. أبو عُبَيْد: القُدْمُوْس: القديم، يقال: حَسَبٌ قُدْمُوْسٌ: أي قديم، وقال جرير: وابنا نِزارٍ أحَلاّني بِمَنْزِلَةٍ *** في رأْسِ أرْعَنَ عادِيِّ القَدَامِيْسِ وقال العجّاج يصف عَسْكَرًا كثيرًا: عَنْ ذي قداميسَ لُهَامٍ لو دَسَرْ *** بِرُكْنِهِ أرْكانَ دَمْخٍ لا نْقَعَرْ وقال آخَر: نحنُ ضَرَبْنا العارِضَ القُدْمُوْسا *** ضَرْبًا يُزِيْلُ الوَتَرَ المَخْموسا وقال ابن عبّاد: القُدْمُوْس: العظيم من الإبل. والقُدْمُوْس: المَلِك الضَّخْم. والقُدْمُوْسَة: الصَّخرة العظيمة. القَرَبُوْس للسَّرْجِ -بتحريك الراء-، ولا يُخَفَّفْ إلاّ في ضرورة الشِّعْر، لأنَّه ليس فَعْلُوْل بسُكون العَين من ابنيَتِهِم، وهما قَرَبُوْسانِ، والجمع: قَرابِيْس. وقال الليث: القَرَبُوْس حِنْوُ السَّرْجِ، وبعض أهل الشَّامِ يُثَقِّلُه وهو خَطَأٌ؛ ويَجْمَعُه قَربابِيْسَ وهو أشَدُّ خَطًَا. الليث: قُرْدُوْس: أبو حَيٍّ من الأزْد. ويقال من قيس. وأبو عبد الله هشام بن حَسّان القُرْدُوْسِيُّ: من ثِقات أصحاب الحديث، من أتباع التابعين من أنْفُسِهم، ويقال مولاهم، وكانَ نازِلًا دَرْبَ القَرادِيْس بالبَصْرَة، وهو قُرْدُوْس بن الحارِث بن مالِك بن فَهْم بن غَنْم بن دَوْس. ويقال لتلك الخِطَّةِ: القُرْدُوْس. وقال ابن دريد: قُرْدُوْس اسْم، وهو أبو بطن من العرب، منهم سعد بن نجدٍ الذي قَتَلَ قُتَيْبَة بن مُسْلِم. وقَرْدَسْتُ جِرْوَ الكَلْبِ: دَعَوْتُه. وحُكِيَ عن المُفَضَّلِ قَرْدَسَه وكَرْدَسَه: أي أوثَقَه. وقال ابن عبّاد: القَرْدَسَة: الشِّدَّة والصَّلابَة. القَرْسُ: البَرْد الشديد، قال: مَطاعِينُ في الهَيْجى مَطاعِيْمُ في الوغى *** إذا اصْفَرَّ آفاقُ السَّماءِ من القَرْسِ كأنَّ قُرْقُوْفا بماءٍ قَرْسِ *** وقال الليث: القَرْسُ: أكْثَفُ الصَّقيع وأبْرَدُه، قال العجّاج: يَنْضِحْنَنا بالقَرْسِ بَعْدَ القَرْسِ *** دُوْنَ ظِهارِ اللِّبْسِ بَعْدَ اللِّبْسِ وليلةٌ ذاةُ قَرْسٍ: أي بَرْدٍ. وقد قَرَسَ البَرْدُ يَقْرِسُ قَرْسًا: أي اشْتَدَّ، وفي لغةٍ أخرى: قَرِسَ البَرْدُ -بالكسر- قَرَسًا -بالتحريك-، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي: وقد تَصَلَّيْتُ حَرَّ حَرْبِهم *** كما تَصَلّى المَقْرُوْرُ من قَرَسِ وقال ابن السكِّيت: القَرَسُ: الجامِدُ. ولم يَعرِفْه أبو الغَوْث. والبَرْدُ قارِسٌ وقَرِيْسٌ، ولا تَقُل قارِصٌ. وقَرَسَ الماءُ: أي جَمَدَ. ويومٌ قارِسٌ وليلَةٌ قارِسَةٌ. وأصبح الماءُ اليومَ قَرِيْسًا وقارِسًا: أي جامِدًا. ومنه سمك قَرِيْس: وهو أنْ يُطْبَخ ثمَّ يُتَّخَذ له صِبَاغٌ فَيُتْرَك فيه حتى يَجْمُدَ. وقال ابن عبّاد: القَارِس والقَرِيْس: القديم. وقال أبو سعيد: آلُ قَرَاسٍ: أجْبُلٌ بارِدَة، وقال الأصمَعيّ: أجْبُلٌ بارِدَة أو جَبَلٌ بارِد، وآلُه: ما حَوْلَه من الأرض، أبو ذُؤيب الهُذَليّ: فَجَاءَ بِمِزْجٍ لم يَرَ النّاسُ قَبْلَهُ *** هو الضَّحْكُ إلاّ أنَّه عَمَلُ النَّحْلِ يَمَانِيّةٍ أحْيَا لها مَظَّ مَأْبِدٍ *** وآلَ قَراسٍ صَوْبُ أرْمِيَةٍ كُحْلِ ويروى: صَوْبُ أسْفِيَةٍ. وقال الأزهري: آلُ قَرَاسٍ: هِضاب بناحيَة السَّرَاةِ. والقِرْسُ -بالكسر-: القِرْقِس وهو صِغار البعوض. وقِراس بن سالِم الغَنَويّ -بكسر القاف-: شاعِر. وقال أبو زيد: القُرَاسِيَة -بالضم وتخفيف الياء-: الضخم الشديد من الإبل، والياء زائدة كما زِيْدَت في ثَمَانِيَة وَرَباعِيَة، قال: لَمّا تَضَمَّنْتُ الحَوَارِيّاتِ *** قَرَّبْتُ أجْمالًا قُرَاسِيَاتِ وقال الليث: تقولُ هذا جَمَلٌ قُرَاسِيَة، وهو من الفُحُول أعَمُّ، وليست القُرَاسِيَةُ نسْبَةً، وإنَّما هي على بِنَاءِ رَبَاعِيَة، وهذه ياءاتٌ تُزاد، كقولِكَ: هَدْرًا وهَدَرانًا، قال جرير: يَكْفي بَني سَعْدٍ إذا ما حارَبُوا *** عِزٌّ قُرَاسِيَةٌ وجَدٌّ مِدْفَعُ وقُوْرِس: كورة من نواحي حَلَب، وهي الآن خَراب. وأقْرَسَه البَرْد، وقَرَّسَهُ تَقْريْسًا: أي بَرَّدَه. وكذلك قَرَّسْتُ الماءَ في الشَّنِّ: إذا بَرَّدْتَه، ومنه حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «أنَّ قَومًا مَرُّوا بِشَجَرَةٍ فَأَكَلوا منها فكأنَّما مَرَّت بهم رِيْحٌ فأخْمَدَتْهُم»، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «قَرِّسُوا الماءَ في الشِّنَانِ وصُبُّوه عليهم فيما بَيْنَ الأذانَيْنِ». يَعْني أذانَ الفَجْرِ والإقامَةَ. والتركيب يدل على البَرْد، وقد شَذَّ عن هذا التركيب القُرَاسِيَة. أبو زيد: القِرْطاس والقُرْطاس والقَرْطَس -بالفتح- والقِرْطَسُ -مثال هِبْلَع، عن ابن عَبّاد-: الذي يُكْتَبُ فيه، قال مِخَشٌّ العُقَيْليّ: كأنَّ بِحَيْثُ اسْتَوْدَعَ الدّارَ أهْلُها *** مَخَطَّ زَبُوْرٍ من دَوَاةٍ وقَرْطَسِ ورِوايَة أبي حاتِم: مَخَطَّ كِتَابٍ في زَبُوْرٍ وقَرْطَسِ. وقال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيّ: عَفَتِ المَنازِلُ غَيْرَ مِثْلِ الأنْقُسِ *** بَعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتُهُ بالقَرْطَسِ أي كالكِتاب القديم في القِرْطاس. وقَرْطَس -أيضًا-: من قُرى مِصر. وقال ابن الأعرابي: يقال للناقة إذا كانت فَتِيّة شابّة: هي القِرْطاس. والقِرْطاس: الجَمَلُ الآدَمُ. والقِرْطاس: الجارِيَة البيضاء المَديدَة القامَة. وقال الليث: كُلُّ أديمٍ يُنْصَبٌ للنِّضَالِ: فهو قِرْطاس. وقوله تعالى: {كِتابًا في قِرْطاسٍ}، قال ابن عَرَفَة: العَرَبُ تُسَمِّي الصَّحيفَة قِرْطاسًا من أيِّ شَيء كانَتْ، وَقَرَأَ أبو مَعْدان الكُوفيّ: {في قُرْطاسٍ} بالضم. ودابَّة قِرْطاسِيَّة: إذا كانت بيضاء لا يُخالِط لونَها شِيَةٌ غيرُ البَياضِ، فإذا ضَرَبَ بَياضُها إلى الصُّفْرَة فهيَ نَرْجِسِيّة. ورَمى فَقَرْطَس: إذا أصابَ القِرْطاسَ. وهي رَمْيَة مُقَرْطِسَة. وقال ابن عبّاد: تَقَرْطَسَ: هَلَكَ. الليث: القَرْقُوْس: القاع الصُّلْبُ. وقال الفَرّاء: أرضٌ قَرَقُوس: مَلْساءُ مُسْتَوِيَة، وقاعٌ قَرَقُوْسٌ: كذلك. وقال ابن شُمَيْل: القَرَقُوْس القاعُ الأمْلَس الغليظ الأجْرَد الذي ليس عليه شيء، وربَّما نبعٌ فيه ماء، ولكنَّه مُحْتَرِق خبيث، إنَّما هو مِثْلُ قطعة من النّار، ويكون مرتفِعًا ومُطْمَئِنًّا. والقِرْقِس: الجِرْجِس، وأنشد يعقوب: فَلَيْتَ الأفاعِي يَعْضَضْنَنا *** مكانَ البَراغِيْثِ والقِرْقِسِ وقال ابن عبّاد: القِرْقِس: طين يُخْتَم به، فارِسِيٌّ مُعَرَّب، يقال له: الجِرْخِشْت. وقِرْقِيْسِيَاءُ وقِرْقِيْسِيَا -يُمَدُّ ويُقْصَر-: بَلَدٌ على نهر الخابور قُرْبَ رَحْبَةِ مالك بن طَوْق، سُمِّيَ بقِرْقِيْسِيَاءُ بن طَهْمُورثَ المَلِك. وقِرْقِسَان: بلد. وقال الفرّاء: يثال للجَدْيِ: قُرْقُوْس: إذا أُشْلِيَ. وقال أبو زيد: قَرْقَسْتُ بالكَلْبِ: إذا دَعَوْتَه فَقُلْتَ له قُرْقُوْس، وقال ابن دريد: القَرْقَسَة: دُعاؤكَ جِرْوَ الكَلْبِ. قَرْمَسُ -بالفتح-: بَلَد من أعمال مارِدَة بالأُندُلُس. وقِرْمِيْسِيْنُ -بالكسر-: بلد قريب من الدِّيْنَوَرِ، وهو مُعَرَّب كِرْمانْ شاهانْ. ابن الأعرابي: القُرْناس والقِرْناس -بالضم والكسر-: شِبهُ الأنف يَتَقَدّم من الجَبَل، قال مالِك بن خالِد الخُّناعي؛ ويُروى لأبي ذُؤَيْب الهُذَليّ أيضًا: في رأس شاهِقَةٍ أُنْبُوبُها خَصِرٌ *** دُوْنَ السَّماءِ له في الجوِّ قرْناس يُروى بالوَجْهَين، ويُروى: أشْرَافُها شَعَفٌ. قال: والقِرْناس -أيضًا-: عِرْناسُ المِغْزَلِ. والقَرَانيس: عَثَانِيْن السَّيْل وأوائلُه مع الغُثاء. وربَّما أصاب السَّيْلُ حَجَرًا فَتَرَشَّشَ الماءُ فَسُمِّيَ القَرَانِس. والقُرْناس والقِرْناس والقِرْنِس من النُّوق: المُشْرِفَةُ الأقطار كأنَّها حَرْفُ جَبَلٍ. وسَقْفٌ مُقَرْنَس: عُمِلَ على هيئة السُّلَّم. وقَرْنَسَ البازي -فِعْلٌ له لازِم-: إذا كُرِّزَ وخِيْطَت عَيْناهُ أوَّلَ ما يُصَادً، هكذا يَرْوُوْنَه عن الليث، وغيره يقول: قُرْنِسَ -على ما لَم يُسَمَّ فاعِلُه-، والصّاد فيه لُغَة. وقَرْنَسَ الدِّيْك وقَرْنَص: إذا فَرَّ وقَنْزَعَ، وأبى ابن الأعرابيّ الصّادَ. القَسُّ -بالفتح-: تَتَبُّع الشَّيْئِ وطَلَبُه، قال رؤبة: يُصْبِحْنَ عن قَسِّ الأذى غَوافِلا *** يَمْشِيْنَ هَوْنًا خُرَّدًا بَهَالِلا لا جَعْبَرِيّاتٍ ولا طَهَامِلا *** والقَسُّ: النَّميمَة، قال رؤبة: باعَدَ عَنْكَ العَيْبَ والتَّدْنِيسا *** ضَرْحُ الشِّمَاسِ الخُلُقَ الضَّبِيْسا فَحْشَاءَهُ والكَذِبَ المَنْدُوْسا *** والشَّرَّ ذا النَّمِيْمَةِ المَقْسُوْسا وقال الليث: القَسُّة -بلغة أهل السَّوَاد-: القرية الصغيرة. والقَسُّ والقِسِّيْسُ: رئيس النصارى في الدِّيْن والعِلْمِ، وجمع القَسّ: قُسُوْس، وجمع القِسِّيْس: قِسِّيْسُوْنَ وقَسَاوِسَة وقُسُوْس- أيضًا-، قال الله تعالى: {قِسِّيْسِيْنَ ورُهْبَانًا}. والقَسَاوِسَة على قول الفرّاء: جمعٌ مِثل مَهَالِبَة؛ فَكَثُرَت السِّيْنات فأبْدَلوا من إحداهُنَّ واوًا، وأنشد لأُمَيَّةَ ابن أبي الصَّلْتِ الثَّقَفيّ: لو كانَ مُنْفَلِتٌ كانَت قَسَاوِسَةً *** يُحْيِيْهم اللهُ في أيْدِيْهم الزُّبُرُ وقَسَسْتُ القَوْمَ: آذَيْتُهم بالكلام القَبيح. وقال ابن دريد: قَسَسْتُ ما على العَظْمِ قَسًّا: إذا أكَلْتَ ما عليه من اللَّحْمِ وامْتَخَخْتَه. والقَسُّ -بالفتح-: صاحِب الإبل الذي لا يُفارِقُها. وقال ابن السكِّيت: ناقَةٌ قَسُوْس: إذا ضَجَرَت وساءَ خٌلٌقٌها عند الحَلِب. والقَسُوْس -أيضًا-: التي ترعى وَحْدَها، وقد قَسَّتْ تَقُسُّ. وقال أبو عمرو: القَسُوْس: الناقة التي ولّى لَبَنُها. وقال أبو عُبَيدة: يقال ظَلَّ يَقُسُّ دابَّتَه: أي يَسُوْقُها. والقَسُّ -أيضًا-: الصَّقيع. وقَسَسْتُ الإبل: أحْسَنْتُ رِعْيَتَها. وليلة قَسِّيَّة: بارِدَة. ودِرْهَم قَسِّيٌّ وقَسِيٌّ -بالتشديد والتخفيف-: أي رديءٌ. والقَسِّيُّ: ثوب يُحْمَل من مِصر يُخالِطُه الحرير، ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عن لِبْسِ القَسِّيِّ. قال أبو عُبَيد: هو منسوب إلى بلاد يقال لها القَسُّ، قال: وقد رأيْتُها، ولم يَعْرِفْها الأصمَعيّ، قال: وأصحاب الحديث يقولونها بكسر القاف وأهل مِصر بالفتح. وقال شَمِر: قال بعضُهم هي القَزِّيُّ، أُبْدِلَتِ الزَّايُ سِينًا، قال ربيعة بن مَقْروم الضَّبِّيُّ يَصِف الظُّعن: جَعَلْنَ عَتيقَ أنْماطٍ خُدُوْرًا *** وأظْهَرْنَ الكَوادِنَ والعُهُوْنا على الأحْداجِ واسْتَشْعَرْنَ رَيْطًا *** عِراقِيًّا وقَسِّيًّا مَصُوْنا ويروى: الكَرادِيَ. وقُسُّ بن ساعِدَة بن عمرو بن شَمِرٍ -وقيل: عمرو بن عمرو- بن عَدِيِّ بن مالِك بن أيْدَعَانَ بن النَّمِر بن وائلَة بن الطَّمَثَان بن عَوْذِ مَناةَ بن يَقْدُمَ بن أفْصى بن دُعْمِيِّ بن أياد: الخطيب الحكيم البَليغ الذي يُضْرَب به المَثَل في الفصاحة. ولمّا قَدِمَ وَفْدٌ إيادٍ على رسولِ الله -صلى الله عليه وسلّم- قال لهم: أيُّكُم يَعْرفُ قُسَّ بن ساعِدَة الإيادي؟ قالوا: كُلُّنا يَعْرفُه، قال: فما فَعَلَ؟ قالوا: ماتَ، قال: يَرْحَم الله قُسًّا؛ إنِّي لأرجو أن يأتي يومَ القِيامَة أُمَّةً وَحْدَه. ومن كلام قَسِّ بن ساعِدَة: أقْسَمَ قُسٌّ قَسَمًا بَرّ إلاّ إثْمَ فيه: ما لِلّهِ على الأرضِ دينٌ هو ًاحَبُّ إليه من دين قد أظلَّكم زَمَانُه وأدْرَكَكُم أوانُه، طُوْبى لِمَن أدْرَكَه واتَّبَعَه، ووَيْلٌ لِمَنْ أدْرَكَه فَفَارَقَه. ثُمَّ أنْشَأ يقول: في الذَاهِبِيْنَ الأوَّلِيْ *** نَ من القُرُونِ لنا بَصَائرْ لَمّا رَأيْتُ مَوارِدًا *** لِلْمَوْتِ ليس لها مَصَادِرْ ورَأيْتُ قَوْمي نَحْوَها *** تَمْضي الأصاغِرُ والأكابِرْ لا يَرْجِعُ الماضي إلَ *** يَ ولا من الباقِيْنَ غابِرْ أيْقَنْتُ أنّي لا مَحَا *** لَةَ حَيْثُ صارَ القَوْمُ صائرْ وقُسُّ النّاطِف: موضِع قريب من الكوفة على شاطئ الفُرات، كانَت عِنْدَهُ وَقْعَة بين الفُرْسِ وبين المُسْلِمين في خلافة عمر -رضي الله عنه-. وقُسَيْس- مُصَغَّرًا-: مَوضِع، قال امرؤ القيس: أجَادَ قُسَيْسًَا فالصُّهَاءَ فَمِسْطَحا *** وجَوًّا ورَوّى نَخْلَ قَيْسٍ بن شَمَّرا وقُسَاس: جبل لِبَني أسد، قال أوْفى بن مَطَر المازِنيّ: ألا أبْلِغا خُلَّتي جابِرًا *** بأنَّ خَلِيْلَكَ لم يُقْتَلِ تحاوَزْتَ جُمران عن ساعةٍ *** وقلتَ قُسَاسٌ من الحَرْمَلِ وقال شَمِر: القُسَاس: مَعْدِن الحديد بإِرْمِيْنِيَةَ. والقُسَاسِيّ من السُّيُوف: منسوب إليه، وأنشد: إنَّ القُسَاسِيَّ الذي يَعْصَى بِهِ *** يَخْتَضِمُ الدّارِعَ في أثْوَابِهِ وقَرَبٌ قَسْقَاسٌ: أي سريع لَيْسَت فيه وَتيرَة. والقَسْقَاس: الدليل الهادي، قال رؤبة: وضُمَّرٍ في لِيْنِهِنًّ أشْرَاسْ *** يَحْفِزُها اللَّيلُ وحادٍ قَسْقَاسْ والقَسْقَاس: شِدَّة البَرْد والجوع، قال أبو جُهَيْمَة الذُّهْليّ: أتانا به القَسْقَاسُ ليلًا ودُوْنَهُ *** جَرَاثيمُ رَمْلٍ بَيْنَهُنَّ قِفَافُ فأطْعَمْتُهُ حتى غَدا وكأنَّهُ *** أسيرٌ يُدَاني مَنْكِبَيْهِ كِتَافُ وقال أبو عمرو: رِشاءٌ قَسْقَاسٌ: أي جَيِّدٌ. وسَيف قَسْفَاس: إذا كان كَهامًا. والقَسْقَاس: نَبْتٌ، وقال الدِّيْنَوَريّ: ذَكَروا أنَّ القَسْقَاسَ بَقْلَةٌ تُشْبِهُ الكَرَفْسَ، قال: وكُنْتَ من دائكَ ذا أقلاسٍ *** فاسْتَقْيًِا بِثَمَرِ القَسْقَاسِ ولَيْل قَسْقَاس: مُظْلِم. وقال الأزهريّ: ليلة قَسْقَاس: إذا اشْتَدَّ السَّيْرُ فيها إلى الماء، وليس من الظُّلْمَةِ في شيءٍ. وقال أبو زيد: القَسْقَاسَة والنَسْنَاسَة: العَصا. وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أنَّ فاطِمَة بنت قيس -رضي الله عنها- أتَتْهُ تَسْتَأذِنْهُ وقد خَطَبَها أبو جَهْمٍ ومُعاوِيَة -رضي الله عنهما-، فقال: «أمّا أبو جَهْم فأخافُ عليكِ قَسْقَاسَتَه العصا، وأمّا مُعاوِيَة فَرَجُلٌ أخْلَقُ من المالِ، قالتْ: فَتَزَوَّجْتُ أُسامَة بن زَيد -رضي الله عنه- بعد ذلك». قَسْقَاسَتَهُ: يعني تَحْريكَهُ إيّاها عند الضَّرْب. وكان يَنْبَغي أن يَقولَ: قَسْقَسَتَهُ العصا، وإنّما زِيْدَت الألف لئلاّ تتوالى الحَرَكات، ويُشْبِهُ أن تكونَ العَصا في الحَديثِ تَفْسِيرًا للقَسْقاسَة، وفيه وَجْهٌ آخَرُ: وهو أنْ يُرَادَ به كَثْرَةُ الأسْفارِ، يقول: لا حَظَّ لكَ في صُحْبَتِهِ، لأنَّه يُكْثِرُ الظَّعنَ ويُقِلُّ المُقَامَ. والقَسْقَاسُ والقَسْقَسُ -وهو مَقْصُورٌ منه- والقُسَاقِسُ: الأسَدُ. وقال ابن الأعرابي: القُسُسُ -بضمَّتَين-: العُقَلاء. والقُسُس -أيضًا-: السّاقَةُ الحُذّاقُ. والقُسُوْسَة والقِسِّيْسِيَّةِ: مَصْدَر القَسِّ. وفي كتاب النبي -صلى الله عليه وسلّم- لِنَصارى أهْلِ نَجْران: لا يُغَيَّرُ واهِفٌ عن وُهْفِيَّتِه -ويُروى: وِهافَتِه، ويُروى: وافِهٌ عن وُفْهِيَّتِه- ولا قِسِّيْسٌ عن قِسِّيْسِيَّتِه. وقَسَاس -مثال أساس- بن أبي شَمِر بن مَعْدِي كَرِب: شاعِر. وقَسٍّسْتُ الإبل تَقْسِيْسًا: مثل قَسَسْتُها قَسًّا: إذا أحْسَنْتَ رِعْيَةَ الإبل. والتَّقَسُّسْ: التَّتَبُّعْ. ويقال تَقَسَّسْتُ أصْواتُهُم باللَّيْل: أي تَسَمَّعْتُها. والقَسْقَسَة: دَلَجُ اللَّيْلِ الدّائبُ. وقَسْقَسْتُ بالكَلْبِ: إذا صِحْتُ بِهِ. وقَسْقَسْتُ العِظامَ: إذا أكَلْتَ ما عليها من اللحم وامْتَخَخْتَه، مثل قَسَسْتُ، لغة يمانيّة. وقَسْقَسَ الشَّيء: حَرَّكه. وقَسْقَسَ: أسْرَعَ، يقال: ما زالَ يُقَسْقِسُ اللَّيْلَةَ كُلّها: إذا أدْأبَ السَّيْرَ. والتركيب يدل على تَتَبُّع الشيء، وقد يشِذُّ عنه ما يُقارِبُه في اللَّفْظ. القِسْطَاس والقُسْطَاس: الميزان، وقَرَأَ الكوفيُّونَ غير أبي بكر: {بالقِسْطَاس} بالكسر، والباقونَ بالضَّمِّ، ويقال أيضًا: القِصْطَاس والقُصْطَاس بالصاد؛ لُغَةٌ. وقال الليث: هو أقْوَم المَوازين، قال: وبَعْضٌ يُفَسِّرُه الشّاهين، قال: واما القَرَسْطُون فهوَ القَبّانُ بِلُغَة أهْل الشَّام. وقيل: هو ميزان العَدْلِ أيَّ ميزانٍ كان من موازين الدَّراهِمِ وغَيْرِها، وقال ابن دريد: هو روميٌّ مُعَرَّب. الليث: القُسْطَنَاس: صَلايَةُ الطِّيْبِ، وأنشد لإمرئ القَيْس وهو لِمُهَلْهِل لا لإمرئ القيس: كُرِّي الحُمَيّا فَعُلِّيْها سَرَاتَهُمُ *** كالقُسْطَنَاسِ عَلاها الوَرْسُ والجَسَدُ وقال سِيْبَوَيْهِ: القُسْطَنَاسُ شَجَرٌ وأصله قُسْطَنَسٌ فَمُدَّ بِألِف، كما مَدُّوا عَضْرَفُوطًا بالواو؛ والأصل عَضْرَفُطٌ. وقال ابن الأعرابي نَحْوَه. الليث: القَطْرَبُوْس: الشديدةُ الضرب من العقارِب. وأنشد أبو زيد: فَقَرَّبوا لي قَطْرَبُوْسًا ضارِبًا *** عَقْرَبَةً تُناهِزُ العَقارِبا وقال المازنيّ: القَطْرَبُوْس الناقة السريعة، وقال ابن عبّاد: القَطْرَبُوْس الشديدة. ابن عبّاد: القَنْطَرِيْس: الفأْرَةُ، ولا أحُقُّه. وهو الناقة الشديدة الضخمة أيضًا. القَعَسُ: خُروجُ الصَّدْرِ ودُخُول الظَّهْر، وهو ضِدُّ الحَدَب، يقال: رجُلٌ أقْعَسُ وقَعِسٌ. وفَرَسٌ أقْعَس: إذا اطْمَأنَّ صُلْبُه من صَهْوَتِه وارْتَفَعَت قَطَاتُه، ومن الإبل: الذي مالَ رأسُه وعُنُقُه نحوَ ظَهْرِه، ومنه قَوْلُهم: ابن خَمْسٍ عِشَاءُ خَلِفَاتٍ قُعْسٍ: أي مُكْثُ الهِلال لِخَمْسٍ خَلَوْنَ من الشَّهْرِ إلى أنْ يَغيبَ مُكْثُ هذه الحَوَامِلِ في عشائها. وليلٌ أقْعَس: كأنَّه لا يَبْرَح. ورجُلٌ أقْعَس: أي مَنيع. والأقْعَس: جبل في ديار رَبيعَة بن عُقَيْل يُقال له ذو الهَضَبات. والأقْعَس: نَخْلُ وأرْضٌ لِبَني الأحنَف باليَمامَة. والأقْعَسَان: الأقْعَسُ وهُبَيْرَة ابنا ضَمْضَمٍ. وقال أبو عُبَيْدَة: الأقْعَسَان هُما الأقْعَسُ ومُقاعِس ابنا ضَمْرَةَ بنِ ضَمْرَةَ من بني مُجَاشِع. وتصغير الأقْعَس: قُعَيْس؛ إذا صَغَّرْتًه تصغير التَّرْخيم، كَسُوَيْدٍ في تَصْغير الأسْوَدِ. وفي المَثَل: أهْوَنُ من قُعَيْسٍ على عَمَّتِهِ، قال بعضهم: أنَّه دَخَلَ رَجُلٌ من أهل الكوفة دَخَلَ على عَمّتِهِ، فأصابَهُم مَطَرٌ وقُرٌّ وكانَ بيتُها ضَيِّقًا، فأدْخَلَتْ كَلْبَها البَيتَ وأبْرَزَت قُعَيْسًا إلى المَطَرِ، فماتَ من البَرْد. وقال الشَّرْقِيُّ ابن القُطَاميِّ: إنَّه قُعَيْس بن مُقاعِس بن عمرو، مِن بَني تَميم، مات أبوه فَحَمَلَتْهُ عَمَّتُهُ إلى صاحِبِ بُرٍّ فَرَهَنَتْه على صاعٍ من بُرٍّ، فَغَلِقَ رَهْنُه لأنَّها لم تَفُكَّه، فاسْتَعْبَدَه الحَنّاط فَخَرَجَ عَبْدًا. وقال أبو حُضَيْر التَّمِيميّ: قُعَيْس كانَ غُلامًا يتيمًا من بَني تَميم، وإنَّ عَمَّتَهُ اسْتَعارَت عَنزًا من امرأةٍ فَرَهَنَتْها قُعَيْسًا، ثمَّ ذَبَحَت العَنْزَ وهَرَبَت، فَضُرِبَ المَثَلُ بِهِ في الهَوَان. وعزٌّ أقْعَس: أي ثابِت، قال العجّاج: وَجَدْتَنا أعَزَّ مَنْ تَنَفَّسَا *** عِنْدَ الحِفَاظِ حَسَبًا ومقْيَسا في حَسَبٍ بَخٍّ وعِزٍّ أقْعَسا *** وعِزَّةٌ قَعْساء: ثابِتة، قال الحارِث بن حِلِّزَةَ اليَشْكُريّ: فَنَمَيْنَا على الشَّنَاءَةِ تَنْمِيْ *** نا جُدُوْدٌ وعِزَّةٌ قَعْساءُ ويُروى: "حُصُوْنٌ"، والخَيْلُ حُصُونُ العَرَبِ. والقَعْساء من النَّمْلِ: الرّافِعةُ صَدْرَها وذَنَبَها. والقَعْساء -أيضًا-: فَرَسُ مُعَاذٍ النهديِّ قتلته ...... أخُوه طُفَيْل: فإِن يَكُ فارِسُ القَعْساءِ أمْسى *** مُعاذُ لا يَهُمُّ إلى البَراحِ فَلَيْتَكَ كُنْتَ تُبْصِرُ حينَ كَرَّتْ *** ذُكُورُ الخيل تَعْثًرُ في الرِِّماحِ والقَعْوَسْ -مثال جَرْوَل-: الشيخ الكبير. وقِعَاسٌ -بالكسر-: جبل من ذي الرُّقَيْبَة مُطِلٌّ على خَيْبَر، قال: وكأنَّما انْتَقَلَت بأسْفَلِ مُعْتِبٍ *** من ذي الرُّقَيْبَة أو قِعَاسَ وُعُولُ وعمرو بن قِعاس بن عبد يَغوث المُرادي: شاعِر. والقُعاس -بالضم-: داء يُصيب الغَنَم من كَثْرَةِ الأكْلِ؛ تموت منه، قال جرير يهجو جَخْدَب بن جَرْعَب التَّيْمِيَّ النَّسّابَةَ: كَسَتْكَ اباتَيْمٍ عَجوزٌ لئيمَةٌ *** رِداءً رَآهُ النّاسُ شَرَّ لِبَاسِ يُغالِبُ ما كانت تُغالِب أُمُّهُ *** إذا ما مَشى من جُشْأةٍ وقُعَاسِ وقَعْسان -مثال سَلْمان-: موضِع. والقَوْعَس -مثال قَوْنَس-: الغليظ العُنُق الشَّديد الظَّهْر من كُلِّ شَيءٍ. وقال ابن دريد: القَعْسُ -بالفتح-: التُراب المُنْتِن. قال: وقُعَيْسِيْس: اسم. وقال ابن عبّاد: القُعْسوس لقب للمرأة الدميمة. وقال غيره: الإقعاس: الغِنى والإكثار. وتَقَاعَسَ: أي تأخَّرَ. وفَرَسٌ مُتَقَاعِس: أي أقْعَس، والذي يتأخَّر ولم يَنْقَد لِقائدِه -أيضًا-، قال الكُمَيْت: فلم أكُ عِنْدَ مَحْمِلِها أزُوْحا *** كما يَتَقاعَسُ الفَرَسُ الجَرُوْرُ وتَزوَّجَ الهُذْلُول بن كعب العَنْبَريّ امرَأَة من بني بَهْدَلَة، فَرَأَتْهُ ذاة يومٍ وهي في نِسْوَةٍ يَطْحَنُ للأضْيافِ، وكان مُمْلَكًا، فَضَرَبَت صَدْرَها وقالتْ: أهذا زوجي؟!، فَبَلَغَه فقال: تَقولُ وصَكَّتْ نًحْرَها بِيَمِنِها: *** أبَعْلِيَ هذا بالرَّحى المُتَقاعِسُ فقُلْتُ لها: لا تَعْجَلي وتَبَيَّني *** فَعَالي إذا الْتَفَّتْ عَلَيَّ الفَوَارِسُ واقَعَنْسَسَ: أي تأخَّرَ ورَجَعَ إلى خَلْفٍ، قال: بِئْسَ مقامُ الشَيْخِ أمْرِس أمْرِسِ *** بينَ حَوَامي خَشَبَاتٍ يُبَّسِ إما على قَعْوٍ وإمّا اقْعَنْسِسِ *** وإنَّما لم يُدْغَم هذا لأنّه مُلْحَق باحْرَ نْجَمَ، يقول: إن اسْتَقى بِبَكرَةٍ وقع حَبْلُها في غير موضِعِه؛ فيقال له أمْرِسْ، وإن اسْتَقى بِغَيْرِ بَكْرَةٍ ومَتَحَ أوْجَعَه ظَهْرُه فيقال له: اقْعَنْسِسْ واجذِبِ الدَّلْوَ. والمُقْعَنْسِس: الشديد، وتصغيره مُقَيْعِس، وإن شئتَ عَوَّضْتَ من النون فقُلْتَ: مُقَيْعِيْس، وكان المُبَرَّد يختار في تصغيره حذف الميم والسِّين الأخيرة فيقول: قُعَيْس، والأوّل قَوْلُ سِيْبَوَيْه. وجمع المُقْعَنْسِس: مَقَاعِسُ -بفتح الميم- بعد حذف الزِّيادَتين النون والسين الأخيرة، وإنّما لم تُحْذَف الميم وإن كانت زائدة لأنها دخلت لمعنى اسم الفاعل، وأنْتَ في التعويض بالخِيَار، والتعويض أن تُدْخِلَ ياء ساكِنة بين الحرفَين اللَّذين بعد الألِفِ، تقول: مَقَاعِس؛ وإن شئتَ مقاعيس. وإنَّما يكون التعويض لازِمًا إذا كانت الزيادة رابِعة؛ نحو قِنْديل وقَنَاديل، فَقِسَ على ذلك. ومُقَاعِس: أبو حَيٍّ من تَميم، وهو لَقَب، واسمه الحارِث بن عمرو بن كَعْب بن سعد بن زيد مناة بن تَميم. وقال أبو عُبَيْدَة: سُمِّيَ مُقَاعِسًا يومَ الكُلابِ، لأنَّهم لمّا الْتَقَوا هم وبَنو الحارث بن كعب تَنادى أولئك: يا لَلْحارِث؛ وتَنادى هؤلاء: يالَلْحارِث، فاشْتَبَهَ الشِّعاران، فقالوا: يالَمُقاعِسٍ. وقال ابن الكَلْبيّ: سُمِّيَ مُقَاعِسًا لأنَّه تَقَاعَسَ عن حِلْفٍ كان بينَ قومه. وتَقَعْوَسَ الشَّيخ: أي كَبِرَ. وتَقَعْوَسَ البيت: أي تَهَدَّمَ، وكذلك تَقَعْوَشَ بالشين المُعْجَمَة. والتركيب يدل على ثبات وقوّة، ويَتَوَسَّعون في ذلك على معنى الاستِعارة. الليث: الأقفَس من الرجال: المُقْرِف ابن الأمَة. وأمَةٌ فقساء: وهي اللئيمة الرديئة، ولا تُنْعَتْ الحُرَّة به. وكذلك قَفَاس -مثال قَطَام-؛ قاله النَّضْر. وقال ابن عبّاد: الأقفَس: كُلُّ شَيءٍ طال وانحنى، كأنَّه مقلوب الأسْقَف. والفقَفْساء: المَعِدَة، وقيلَ البطن. وقَفَسَ الظَّبْيَ قَفقْسًا: رَبَطَ يَدَيه ورِجْلَيه، والرَّجل: أخَذَ بِشَعْرِه. وقَفَسْتُ الشيءَ: أخذتُه أخْذَ انْتِزاعٍ وغَصْبٍ. وقَفَسَ الرَّجل قَفْسًا وقُفُوسًا وفَقَسَ فَقْسًا وفُقُوسًا: أي مات، وقيل: إذا مات فُجَاءةً. وقَفِسَ -بالكسر- قَفَسًا: إذا عَظٌمَتْ رَوْثَةُ أنْفِه. وقال ابن دريد: القُفاس -وفي بعض نُسَخ الجَمْهَرة: الفُقَاس بتَقْديم الفاء على القاف-: داء شبيه بالتَشَنُّج في المَفَاصِل. وقال الليث: القُفْسُ -بالضم-: جِيْلٌ بِكَرْمان في جبالها كالأكراد، وأنشد: وكَم قَطَعْنا من عَدُوٍّ شُرْسِ *** زُطٍّ وأكْرادٍ وقُفْسِ قُفْسِ ويقال: تَرَكْتُهما يَتَقافَسَانِ بشُعُورِهما: أي يأخُذُ كُلُّ واحِدٍ منهما بشَعَرِ صاحِبِه. وتَقَفَّسَ: وَثَبَ. ابن عبّاد: المُقَوْقِس: عظيم الهند. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لقد أبعَدَ والله في المَرمى والمَرام؛ وأمكَن من سواء الثُّغْرَةِ كُلَّ مُرْمٍ ومُرامٍ، والمُقَوْقِس: صاحب مصر والإسكندرية؟ رضي الله عنه-، واسمه جُريْج بن مِيْنى القِبْطيّ، معدود في الصحابة، ذَكَرَه ابن عبد البَرّ فيهم، أهدى إلى النبيّ؟ صلى الله عليه وسلّم- بَغْلَتَه الشَّهباء التي يقال لها دُلْدُلٌ، وهي أوَّل بَغْلَةٍ رُؤيَتْ في الإسلام، وحِمارَهُ الذي يقال له يَعْفور، وفَرَسَه الذي يقال له لِزاز. وبقيَت البَغْلَة إلى زمن معاوية؟ رضي الله عنه-، ونَفَقَتْ بِيَنْبُع، ونَفَقَ يَعْفور مُنْصَرَفَ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- من حَجَّةِ الوداع، ولم يَبْلُغْني نُفُوق لِزاز. وأهدى له المُقَوْقِس -أيضًا- مارِيَة القِبْطِيّة وسِيْرين ومانور الخَصِيّ، فاتَّخَذَ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- مارِيَة لِنَفْسِه، وهي أمُّ إبراهيم ابن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-. ووهَبَ سيرين لحسّان بن ثابت -رضي الله عنه-، وهي أمُّ عبد الرحمن بن حسّان. وكان وصول هذه الهديّة في السنة السابعة من الهجرة بعد فتحِ خَيْبَر. وقال أبو عمرو: المُقَوْقِس: طائر مُطَوَّق طَوْقًا سَوَادٌ في بَيَاضٍ يُشْبِه الحَمَامَ. الليث: القِلْحاس -بالكسر-: السَّمج القبيح من الرِجال. ابن عبّاد: إقْليْدِس: اسم كتاب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: فيهِ غَلَطان: أحدهما أنّه اسم جامِع الكتاب، والثاني أنّه أوْقْلِيْدِس بزيادةِ واوٍ. القَلْس: حبل ضخم من لِيف أو خُوص أو غيرِهما؛ من قُلُوسِ سُفُن البحر. والقَلْسُ؟ أيضًا-: القَذْف، وقد قَلَسَ يَقْلِسُ -بالكسر- قَلْسًا. وقال الخليل: القَلْسُ: ما خَرَجَ من الحَلْقِ مِلءَ الفَمِ أو دُونَه وليس بِقَيءٍ، فإن عادَ فهو القَيءْ. قال: وكُنْتَ من دائكَ ذا أقلاسٍ *** فاسْتَقْيًِا بِثَمَرِ القَسْقاسِ قال ذو الرُّمَّة: تَبَسَّمْنَ عن غرٍّ كأنَّ رُضَابَها *** نَدى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ العِهادُ القَوالِسُ وقال عمر بن الأشعث بن لَجَإٍ يصف الغيث: يَمْعَسُ بالماءِ الجِواءَ مَعْسا *** وغَرَّقَ الصَّمّانَ ماءً قَلْسا وقَلَسَتِ الكأسُ: إذا قَذَفَت بالشَرابِ لِشِدَّة الامتلاء، قال أبو الجَرّاح في أبي الحَسَن الكِسائيّ: أبا حَسَنٍ ما زُرْتُكُم مَنْذُ سَنْبَةٍ *** من الدَّهْرِ إلاّ والزُجاجَةُ تَقْلِسُ كَريم إلى جَنبِ الخِوانِ وزَوْرُهُ *** يُحَيّى بِأهلًا مَرْحَبًا ثمَّ يُجْلَسُ وبحرٌ قَلاّس: أي يَقْذِ ف بالزَّبَد. وقالِس: موضع أقْطَعَه النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- بَني الأحَبِّ من عُذْرَة. وقَلُوْس: قرية على عَشْرَةِ فراسِخَ من الرَّيِّ. والقُلَّيْسُ -مثال قُبَّيْط-: بِيعَة كانت بصَنْعاء للحَبَشَة، بَناها أبْرَهَة. وهَدَمَها حِمْيَر. والقَلْس: الشُّرْبُ الكثير من النبيذ. والقَلْس -أيضًا-: الغِناء الجَيِّد. والقَلْس: الرَّقْصُ في غناءٍ. وقال ابن دُرَيْدٍ: القَلِيْس: البخيل، وأنشد للأفْوَه الأوْديِّ: والدَّهْرُ لا يَبْقى على صَرْفِهِ *** مُغْفِرَةٌ في حالِقٍ مَرْمَرِيْس من دونِها الطَّيْرُ ومن فَوْقِها *** هَفَاهِفُ الرِّيْحِ كَجَثِّ القَلِيْسْ الجَثُّ الشُّهْدَة التي لا نَخْلَ فيها. والقَلِيْسُ: غثيان النفس. والأنْقَليس: السَّمَك الجِرِّيْث، قال ابن الأعرابي: هو الأنْكَليس والأنْقَليس. وقال الليث: الأَنْقَلَيس -بفتح الألف واللام، ومنهم مَن يَكْسِر الألف واللام- قال: وهي سمكة على خِلْقَةِ حَيَّة. ومنه حديث عمّار بن ياسِر -رضي الله عنهما-: لا تاكلوا الصِّلَّوْرَ والأنْقَليس. الصِّلَّوْرُ: الجِرِّي. والقَلَنْسُوَة والقُلَنْسِيَة: بمعنىً، إذا فَتَحْتَ القاف ضَمَمْتَ السين، وإذا ضَمَمْتَ القافَ كَسَرْتَ السين وقلَبْتَ الواو ياءً، فإذا جَمَعْتَ أو صَغَّرْتَ فأنْتَ بالخِيَار، لأنَّ فيه زِيَادَتَين الواو والنُّوْنَ، إن شئتَ حَذَفْت الواو فَقُلْتَ قَلانِس، وإن شئتَ حَذَفْتَ النون فَقُلْتَ قَلاسٍ، وانَما حَذَفْتَ الواوَ لالتِقاء السّاكنين، وإن شئتَ عَوّضْتَ فيهمافقُلْتَ قَلانِيْس وقَلاسِيّ. وتقولُ في التصغير: قُلَيْنِسَة، وإن شئتَ قُلْتَ قُلَيْسِيّة، ولكَ أن تُعَوِّضَ فيهما فتقول: قُلَيْنِيْسَة وقُلَيْسِيَّة -بتشديد الياء الأخيرة-. وإن جَمَعْتَ القَلَنْسُوَة بِحَذْفِ الهاء قُلْتَ: قَلَنْسٍ، قال: لا مَهل حتى تَلْحَقي بعَنْسِ *** أهلِ الرِّيَاطِ البِيْضِ والقَلَنْسِ وأصلُه: قَلَنْسُوٌ، إلاّ أنَّكَ رَفَضْتَ الواو لأنَّه ليس في الأسماء اسمٌ آخِرُه حَرْفُ عِلَّة وقَبْلَها ضَمَّة، فإذا أدّى إلى ذلك قياسٌ وَجَبَ أن يُرْفَضَ، ويُبَدّل من الضمَّة كسرة، فيصير آخِر الاسم ياءً مكسورًا ما قَبْلَها، وذلك يُوْجِب كَوْنَه بمنزِلة قاضٍ وغازٍ في التنوين. وكذلك القَوْل في أحْقٍ وأدْلٍ جَمْعَيْ حَقْوٍ ودَلْوٍ؛ وأشباهِ ذلِكَ، فَقِسْ عليه. وقَلَنْسُوَة: حِصْنٌ قُرْبَ قُرْبَ الرَّمْلَةِ من أرضِ فِلَسْطين. والتَّقْليس: الضَّرْب بالدُّفِّ والغِنَاء، قال: ضَرْبَ المُقَلِّسِ جَنْبَ الدّفِّ للعَجَم *** وقال الأموي: المُقَلِّس: الذي يلعب بينَ يَدَي الأمير إذا قَدِمَ المِصْرَ. وقال أبو الجرّاح: التَّقْليس: استِقبال الوُلاةِ عند قُدومِهِم بأصناف اللَّهْوِ. ومنه حديث عُمَر -رضي الله عنه-: أنَّه لمّا قَدِمَ الشّأمَ لَقِيَهُ المُقَلِّسون بالسيوف والرَّيْحان، قال الكُمَيْت يصف ثورًا طَعَنَ الكِلابَ فَتَبِعَه الذُّباب لما في قَرْنَيْه من الدَّم: ثُمَّ اسْتَمَرَّ يُغَنِّيْهِ الذُّبابُ كما *** غَنّى المُقَلِّسُ بِطْرِيْقًا بمِزْمارِ والتَّقليس -أيضًا-: أن يَضَعَ يَدَيه على صَدْرِه ويخْضَعَ كما تَفْعَل النَّصارى قَبْلَ أنْ تُكَفِّرَ أي تومِئَ بالسُّجود، وهو من القَلْسِ بمعنى القَيْءِ، كأنَّه حكى ِذلك هيئةَ القالِس في تَطَامُنِ عُنُقِهِ وإطراقِه. ومنه الحديث الآخر: لمّا رأوْهُ قَلَّسُوا له ثُمَّ كَفَّروا. ويقال: قَلْسَيْتُه فَتَقَلْسى وتَقَلْنَسَ وتَقَلَّسَ: أي لَبِسَ القَلَنْسُوَة. والتركيب يدل على رُمْيِ السَّحابةِ الندى من غيرِ مَطَرٍ؛ وعلى الضَّرْب ببَعْضِ المَلاهي. القُلْقَاس: أصلٌ يؤكَل مطبوخًا، ويُتَداوى به، ويَزيد في الباءَة. شَمِر: القَلَمَّس -مثال عَمَلَّس-: الكثيرة الماء من الرَّكايا، يقال: إنَّها لَقَلَمَّسَةُ الماءِ أي كثيرة الماء. وقال الفرّاء: القَلَمَّس: البحر. ورجُلٌ قَلَمَّسٌ: إذا كان كثير الخَيْر والعَطِيَّة. وقال الليث: القَلَمَّس: الرجل الداهِيَة البعيد الغَوْر. وكانَ القَلَمَّس الكِناني من نَسَأةِ الشُّهور على مَعَدٍّ، كان يَقِف في الجاهِلِيَّة عندَ جَمْرَةِ العَقَبَةِ فيقول: اللهم إنّي ناسِئُ الشُّهور وواضِعُها مَواضِعُها ولا أُعابُ ولا أُحابُ، اللهم إنّي قد أحْلَلْتُ أحَدَ الصَّفَرَيْن وحَرَّمْتُ صَفَرًا المُؤخَّرَ، وكذلك في الرَّجَبَيْن؛ يعني رَجَبًا وشَعْبان، ثُمَّ يقول: انفِروا على اسمِ الله. وذلك قول الله تعالى: {إنَّما النَّسِيءُ زِيادَةٌ في الكُفْر} الآية، فأبْطَلَ اللهُ ذلك النَّسِيءَ وحَكَمَ بأنَّه زِيادة في الكُفْر. وقال ابن دريد: القَلَمَّس: السَّيِّد العظيم. وبحرٌ قَلَمَّسٌ: زاخِرٌ، وأنشد: تَثَعْلَبْتَ إذْ زَرْتَ ابن حَرْبٍ ورَهْطَه *** وفي أرضِنا أنتَ الهُمَامُ القَلَمَّسُ ابن السِّكِّيت: القَلَهْبَسَة من حُمُر الوَحْش: المُسِنَّة، والذّكَر قَلَهْبَس. وقال ابن دريد: القَلَهْبَس: اسم حَشَفَةِ ذَكَر الإنسان، ويقال أيضًا: قَهْبَلِس. قال: ويقال للهامة المُدَوَّرة: هامة قَلَهْبَسَة. ابن دريد: القَلَهْمَس: القصير المُجْتَمِعُ الخَلْقِ؛ زعموا. القَمْس: الغَوْص، يقال: قَمَسَ في الماء يَقْمُسُ ويَقْمِسُ: أي غاصَ. وفي الحديث: تُضْحي أعلامُها قامِسًا: أي مُنْغَمِسَة في التُّراب. وقد كُتِبَ الحديث بتمامِهِ في تركيب س ر د ح، قال العجّاج: قُهْبًا تَرى أصْواءهُنَّ طُمَّسا *** بَوَادِيًا مَرًّا ومَرًّا قُمَّسا وقَمَسَه في الماء -أيضًا-: أي غَمَسَه، لازِمٌ ومُتَعَدٍّ. وقَمَسَه -أيضًا-: أي غَلَبَه بالغَوص. وقَمَسَ الوَلَدُ في بَطْنِ أُمِّه: اضْطَرَبَ، قال رؤبة: وقامِسٍ في آلِهِ مُكَفَّنِ *** وقال ابن عبّاد: القَموس من الآبار: التي تَقْمِسُ فيها الدِلاء أي تغيب من كَثْرَةِ مائها، بَيِّنَةُ القِمَاسِ. قال: والقَمامِيس: البُحُور، واحِدُها: قِمِّيْس مثال سِكِّيْن. وقال ابن دريد: قَوْمَسُ البحرِ وقامُوْسُه: مُعظَم مائه، وقال أبو عُبَيْد: أبْعَدُ موضِع غَوْرًا في البحر، ومنه حديث ابن عبّاس -رضي الله عنهما-: أنَّه سُئلَ عن المَدِّ والجَزْرِ فقال: مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بقامُوسِ البِحار؛ فإذا وَضَعَ قَدَمَه فاضَت وإذا رَفَعَها غاضَت. والقَوْمَس -مثال قَوْنَسٍ-: الأمير، بالنِّبْطِيَّة، عن ابن عبّاد. قال: والقَمَامِسَة: البَطارِقَة. وقال غيرُه: القَوامِس: الدَّواهي. قال: والقُمَّس: الرَّجُل الشَّريف، قال المُتَلَمِّس: وعَلِمْتُ أنّي قد بُلِيْتُ بِنِئْطِلٍ *** إذْ قِيْلَ كان من آلِ دَوفَنَ قُمِّسُ والقَمِيس: البحر. وقَوْمِسُ: من كُوَرِ دامغانَ. واقْليم القُوْمِسِ: بالأُنْدُلُسِ، من نواحي قَبْرَة. وقُوْمْسَة: من قُرى أصْفَهان. وقُومسَان: من نواحي هَمَذان. وأقْمَسْتُه في الماء: مِثْل قَمَسْتُه فيه. وقامَسْتُه: فاخَرْتُه بالقَّمْس. يقال: فُلان يُقامِس حُوْتًا: إذا ناظَرَ مَنْ هو أعْلَمُ منه. وانْقَمَسَ النُّجْم: أي انْحَطَّ في المُغْرِب، قال ذو الرُّمَّة يَذْكُر مَطَرًا عِنْدَ سُقُوطِ الثُّريّا: أصابَ الأرْضَ مُنْقَمَسَ الثُّرَيّا *** بِسَاحيَةٍ وأتْبَعَها طِلالا وإنَّما خَصَّ الثُّرَيّا لأنَّ العَرَبَ تَزْعُمُ أنَّه ليس شَيْءٌ من الأنواء أغْزَرَ من نَوْءِ الثُّريّا. والتركيب يَدُلَّ على غَمْسِ شيءٍ في الماء. القَنْبَس: من أعلام النِّساء، إن جَعَلْتَ النّون أصلِيّة فهذا موضِع ذِكْرِهِ فيه، وإن كانت زائِدة -كما قال ابن دُرَيد- فَمَوْضِعُ ذِكْرِهِ تركيب ق ب س، وقد ذَكَرْتُه فيه. ابن الأعرابي: قَنْدَسَ الرَّجُلُ: إذا تابَ بَعْدَ مَعْصِيَة. وقال أبو عمرو: قَنْدَسَ فلان في الأرض: إذا ذَهَبَ على وَجْهِه ضارِبًا في الأرض، وأنشد: وقَنْدَسْتَ في الأرضِ العَرِيْضَةِ تَبْتَغي *** بها مَلَسى فكُنْتَ شَرَّ مُقَنْدِسِ هكذا أنشَدَه الأزهري، ورواه ابن السِّكِّيت في الألفاظ: مَكْسَبًا، ومَلَسى تَصْحيفُ مَكْسَبًا. القَنْسُ -بالفتح، عن الليث- والقِنْسُ -بالكسر، عَمَّن سِوَاه-: الأصل، قال العجّاج يمدح عبد المَلِك بن مروان: مِن قِنْسِ مَجْدٍ فَوْقَ كُلِّ قِنْسِ *** في الباعِ إنْ باعُوا ويَوْمَ الحَبْسِ يَكْفُوْنَ أثقالَ ثأى المُسْتَأْسي *** وكُلُّ شَيْءٍ ثَبَتَ في شَيْءٍ: فهو قِنْسٌ له. وقال ابن عبّاد: القُنُوْسُ: جمع قِنْسِ الرَّأْسِ؛ وهو قَوْنَسُه. قال الأفْوَه الأوْدِيُّ: بلِّغ بَني أودٍ فقد أحْسَنوا *** أمْسِ بِضَرْبِ الهامِ تحت القُنُوسِ وأمّا قول جرير: قد نَكْتَسِي بِزَّةَ الجَّبّارِ نَجْنُبُه *** والبَيْضَ نَضْرِبْهُ فوقَ القَوَانِيْسِ فأنَّه أراد القَوْنَسَ وهو أعلى الهام. وأمّا قول رؤبة: ألا تخافُ الأسدَ النَّهوضا *** كأنَّ وَرْدًا مُشْرَبًا وُرُوسا كان لِحَيْدَيْ رَأسِهِ قُنُوسا *** فأنَّه يقول: كأنَّ ذلك الوَرْسَ صارَ لِجانِبَيْ رأسِه لِباسًا، أي كأنَّما أُلْبِسَ رأسُه قُنُوسًا كَقَوْنَس البَيْضَة. والقَوْنَس: أعلى بَيْضَة الحديد، قال حُسَيْل بن سُحَيْج الضَّبِّيّ: بِمُطَّرِدٍ لَدْنٍ صِحاحٍ كُعُوْبُه *** وذي رَوْنَقٍ عَضْبٍ يَقُدُّ القَوانِسا وأنشد أبو عُبَيد: نَعْلُو القَوانِسَ بالسُّيوفِ ونَعْتَزي *** والخَيْلُ مُشْعَرَةُ النُّحُوْرِ من الدَّمِ والقَوْنَس -أيضًا-: عَظْمٌ ناتئ بين أُذنَي الفَرَسِ، قال طَرَفَة بن العبد: إضْرِبَ عنك الهُمومَ طارِقَها *** ضَرْبَكَ بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَسِ أرادَ: "إضْرِبًا" فحذف النون. وقَوْنَسُ الطريق: جادَّتُه، عن ابن عبّاد. والقَنَسُ -بالتحريك-: الذي تُسَمِّيه الفُرْسُ الرّاسَنَ. وقال ابن الأعرابي: القَنَسُ: الطُّلَعَاءُ؛ وهي القيْءُ القليل. والقَوْنُوْسُ: القَوْنَسُ، ويروى رَجْزُ رؤبة الذي ذَكَرْتُه آنِفًا: كانَ لِحَيْدَيْ رَأْسِهِ قَوْنُوْسا *** فضمَّ النون وزادَ الواو. والقَيْنَس: الثور؛ عن ابن عبّاد، يقال: الأرض على مَتْن القَيْنَس. وقال ابن الأعرابي: قانِسَةُ الطَّيْر -بالسين-: لُغَةٌ في الصّاد. وأقْنَسَ: إذا ادَّعى إلى قِنْسٍ شَريفٍ؛ وهو خَسيسٌ. والتركيب يدل على ثبات الشَّيْءِ في الشَّيْءِ. قنطرس: الليث: ناقَةٌ قَنْطَرِيْس: وهي الشديدة الضَّخْمَة. وقال ابن عبّاد: القَنْطَرِيْس: الفأرَة، قال: ولا أحُقُّه. القِنعاس من الإبل: العظيم، قال جرير: وابن اللَّبونِ إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ *** لم يَسْتَطِع صَوْلَةَ البُزْلِ القَنَاعِيْسِ وقال الليث: رجل قِنْعاس: شديد منيع. وقال غيره: جَدٌّ قِنْعاس: أي عزيز منيع، قال رؤبة: ونحنُ إذ عَضَّ الحُرُوبُ الأعْماسْ *** يَأْبَى لنا قِبْصٌ وجَدٌّ قِنْعاس ورجلٌ قُناعِس: أي عظيم الخَلْق، والجمع: قَنَاعِس -بالفتح-. وقال ابن عبّاد: القَنْعَسَة: شِدَّةُ العُنُقِ في قِصَرِها كالأحْدَبِ. القَوْس: يُذَكَّر ويُؤنَّث، فمن أنَّثَ قال في تصغيرها: قُوَيْسَة، ومَن ذَكَّرَ قال: قُوَيْس. والغالِب التأنيث، لِقولِه -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ اتَّخَذَ قوسًا عربيّة وجَفِيرَها نفَى الله عنه الفَقْرَ». والتأنيث هو الاختيار. وفي المَثَل: هو مِن خَيْرِ قُوَيْسٍ سَهْمًا، وقال أبو الهيثم: يقال صارَ خَيْرُ قُوَيْسٍ سَهْمًا، يَضْرَب مَثَلًا للّذي يُخالِفُكَ ثمَّ يَنْزِعُ عن ذلك ويعود لكَ إلى ما تُحِب. والجمع: قِسِيٌّ -بالكسر- وقُسِيٌّ -بالضَّم-، عن الفرّاء -وأقواس وقِيَاس، قال القُلاخُ بن حَزْن: وَوَتَّرَ الأساوِرُ القِيَاسا *** وقال رؤبة: نَدْفَ القِياسِ القُطُنَ المُوَشَّعا *** وقال النابغة الجعديّ رضي الله عنه: بِعِيْسٍ تَعَطَّفُ أعْناقُها *** كما عَطَّفَ الماسِخِيُّ القِيَاسا وقِسِيٌّ: في الأصل قُوُوْسٌ -على فُعُوْل-، إلاّ أنَّهم قَدَّموا اللامَ وصَيَّروها قَسُوًّا -على فُلُوْعٍ-، ثمَّ قَلَبوا الواوَ ياءً وكَسَروا القاف كما كَسَروا عَينَ عِصِيٍّ، فصارت قِسِيٌّ -على فِلِيْعٍ-، وكانت من ذوات الثلاثة فصارَت من ذوات الأربعة، وإذا نَسَبْتَ إليها قُلْتَ: قُسَوِيٌّ، لأنَّها فُعُوْلٌ، فَتَرُدُّها إلى الأصل. وربّما سَمّوا الذِّراع قَوْسًا لأنَّه يُقَدَّر بها المَذْرُوْع. وقال أبو عُبَيد: جمع القَوْس قِيَاس، وهذا أقْيَسُ من قَوْلِ مَنْ يَقول قِسِيٌّ لأنَّ أصْلَها قَوْسٌ، فالواو منها قَبْلَ السين، وإنَّما حُوِّلَت الواوُ ياءً لِكَسْرَةِ ما قَبْلِها، فإذا قُلْتَ في جمع القَوْسِ: قِسِيٌّ؛ أخَّرْتَ الواوَ بعدَ السِّيْن. قال: فالقِيَاس جمع القَوْس أحسَن عِندي مِنَ القِسِيِّ، ولذلك قال الأصمعيّ: من القِيَاسِ الفَجّاءُ. وقوله تعالى: {فكانَ قاب قَوْسَيْنِ أوْ أدْنى} أي قَدَرَ قَوْسَيْنِ عَرَبِيَّتَيْنِ، يُراد بذلك قُرْبُ المَنْزِلَةِ، وقيل: أرادَ ذِراعَيْنِ. والقَوْس -أيضًا-: ما يَبْقى أسْفَلَ الجُلَّةِ من التَّمْر، يقال: ما بَقِيَ إلاّ قَوْسٌ في أسْفَلِها. ومنه قول عمرو بن مَعْدي كَرِب- رضي الله عنه- أنَّه قال لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: أأبْرَامٌ بَنو المَغِيْرَة؟ قال: وما ذاكَ؟ قال: تَضَيَّفْتُ خالدَ بن الوليد -رضي الله عنه- فأتاني بِقَوسٍ وكَعْبٍ وثَوْرٍ، قال: إنَّ في ذلك لَشَبَعًا، قال: لي أو لكَ، قال: لي ولكَ، قال: حِلًا يا أمير المؤمنين فيما تقول: إنّي لأكُلُ الجَذَعَة من الإبل أنْتَقيها عَظْمًا عَظْمًا، وأشْرَبُ التِّبْنَ من اللَّبَنِ رَثِيْئةً أوْ صَرِيْفًا. الثَّوْرُ: القِطْعة من الأقِطِ، والكَعْبُ: الكُتْلَة من السَّمْن. والقَوْسُ: برجٌ في السماء. وقَوْسُ السَّماء: التي يقال لها قوسُ قُزَح، وقد نُهِيَ أنْ يُقالَ ذلك، وإنَّما يُقال لها قَوْس الله أو النَّدْءةُ أو القُسْطانَة. والقُوَيْس: فَرَسُ سَلَمَة بن الخُرْشُبِ الأنماريّ، وهو القائلُ فيه: أُقِيمُ لهم صَدْرَ القُوَيْسِ وأتَّقي *** بِلَدْنٍ من المُرّانِ أسْمَرَ مِذْوَدِ وذو القَوْس: حاجِب بن زُرارَة بن عُدُس بن زَيد بن عبد الله بن دارِم بن مالِك ابن حنظَلَة بن مالِك بن زيد مَنَاةَ بن تَميم، وكانَ أتى كِسْرى في جَدَبٍ أصابَهم بدَعوَةِ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، فسَأَله أنْ يَأْذَنَ له ولِقومِهِ أنْ يصيروا في ناحِيَةٍ من نواحي بَلَدِه حتى يُحْيُوا، فقال له كِسرى: فمَن لي بأن تَفيَ، قال: أرْهَنُكَ قوسي، فَضَحِكَ مَنْ حَولَه، وقال كِسْرى: ما كان لِيُسْلِمَها أبَدًا. فَقَبِلَها منه، وأذِنَ لهم أن يَدخُلوا الريفَ. ثمَّ أحيا النّاسَ بدعوة النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، وقد ماتَ حاجِب، فارْتَحَلَ عُطارِد بن حاجِب إلى كِسرى يطلُبُ قوسَ أبيه، فَرَدَّها عليه، وكَسَاهُ حُلَّةً. فلمّا وَفَدَ عُطارِد -رضي الله عنه- إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلَّم- أهدى الحُلَّةَ إلَيه، فلم يَقْبَلْها، فَبَاعَها من رجُلٍ من اليهود بأرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، فقال ابن الطَّيْفانيَّة: وذو القَوْسِ منّا حاجِبٌ قد عَلِمْتُمُ *** كَفى مُضَرَ الحَمْراء إذْ هو واقِفُ وقال الفَرَزْدَق: وضَمْرَةُ والمُجَبِّرُ كان منهم *** وذُو القَوْسِ الذي رَكَزَ الحِرَابا وذُو القَوسِ: سِنان بن عامِر بن جابِر بن عُقَيْل بن سُمَيِّ بن مازِن بن فَزازة رَهَنَ قَوْسَه على ألفِ بعير في قَتْلِ الحارِث بن ظالِم النُّعمان الأكبر. وذو القَوْسَين: سيفُ حسّان بن حصن بن حُذَيفَة بن بَدر الفَزازي. وقال ابن فارس: حكى بعضهم أنَّ القوس السَّبْقَ، يقال: قاسَ بنو فلان بني فُلان: إذا سَبَقوهُم، وأنشد: لَعَمْري لقد قاسَ الجميعَ أبوكُمُ *** فلا تَقيسون الذي كانَ قائسا وقَوْسى -مثال فَوْضى-: موضِع ببلاد أزْدِ السَّرَاة. ويَومُ قَوْسى: من أيّامِهِم، قال أبو خِراش الهُذَليّ: فواللهِ لا أنْسى قَتيلًا رُزِئْتُهُ *** بِجانِبِ قَوْسى ما مَشَيْتُ على الأرضِ ويروى: "فأقْسَمْتُ". والأقْوَس: المُنحَني الظهر، وقد قَوِسَ -بالكسر- يَقْوَسُ قَوَسًا- بالتحريك-. والأقوَس من الرَّمل: المُشْرِف كالإطار، قال: أُثْني ثَناءً من بَعِيدِ المَحْدِسِ *** مَشْهُورَة تَجْتازُ جَوْزَ الأقْوَسِ أي يقَع وَسَطَ الرَّمْلِ. ويقال: زمان أقْوَسٌ وقَوْسٌ وقَوْسِيٌّ: أي صعب. ورَماه اللهُ بأحْبى أقْوَسَ: أي بِداهِيَةٍ، قال أبو محمّد الفَقْعَسيُّ: إنّي إذا وَجْهُ الشَّرِيْبِ نَكَّسا *** وكانَ يومُ الوِرْدِ أحْبى أقْوسَا أُوْصي بِأُوْلى إبِلي لتُحْبَسا *** حتّى تَطِيْبَ نَفْسُهُ ويَأْنَسا ويقال للرجل إذا كان مانِعًا ما وراءَ ظَهْرِه: أحوى أقْوَسُ. وبلدٌ أقْوَس: أي بعيد. ويومٌ أقْوَس: أي طويل. والمِقْوَس -بكسر الميم-: وِعاء القَوْس. والمِقْوَس -أيضًا-: حَبْلٌ تُصَفُّ عليه الخيلُ عند السِباق، قال أبو العِيال الهُذَليّ: إنَّ البَلاءَ لَدى المَقاوِسِ مُخْرِجٌ *** ما كانَ من غيبٍ ورَجْمِ ظُنُونِ والمِقْوَس -أيضًا-: المَوْضِع الذي تُجرى منه الخَيْل؛ كما هو الحَبْل الذي يُمَدُّ هناك، وقال ابن عبّاد: المِقْوَسُ: المَيْدان. وقام فُلان على مِقْوَس: أي على حِفَاظٍ. والأقواس من أضلاع البَعير: المُقَدِّماتُ. وقُسْتُ الشيء بغيره وعلى غيره؛ أقُوْسُه قَوْسًا؛ وقِياسًا، وأصلُهُ قِوَاسٌ، صارَت الواوُ ياءً لانْكِسارِ ما قَبْلَها: لغةٌ في قِسْتُهُ أقيسُهُ قَيْسًا وقِياسًا. وقُوْسٌ -بالضم-: من أوديَة الحِجاز، قال أبو صخرٍ الهُذَليّ يصف سَحابًا: فَجَرَّ على سِيْفِ العِرَاق فَفَرْشِهِ *** فأعْلامِ ذي قُوْسٍ بأدْهَمَ ساكبِ والقُوْس- أيضًا-: صومَعَة الراهِب، قال جرير: لا وَصْلَ إذْ صَرَفَتْ هِنْدٌ ولو وَقَفَتْ *** لاسْتَفْتَنَتْني وذا المِسْحَيْنِ في القُوْسِ وقال ذو الرُّمَّة يصف الحمُرَ: على أمْرِ مُنْقَدِّ العِفَاءِ كأنَّه *** عَصا قَسِّ قُوْسٍ لِيْنُها واعْتِدالُها والقُوْس -أيضًا-: بيت الصائِد. والقُوْس -أيضًا-: زَجْرُ الكَلْبِ، إذا خَسَأْتَه قُلْتَ: قُوْسْ قُوْسْ، وإذا دَعَوْتَهُ قُلْتَ: قُسْ قُسْ. وقاسانُ: بَلَدٌ ما وراء النهر، والغالِب على ألسِنَةِ الناس: كاسان. وقاسانُ -أيضًا-: من نواحي أصْفَهان. وتقول العَوَامُّ: أقَسْتُ الشَّيْئَ، والصَّواب: قِسْتُه. وقَوَّسَ الشَّيْخُ تَقْوِيْسًا: أي انْحَنى، قال أبو محمد الفَقْعَسيّ: مُقَوِّسًا قد ذَرِئَتْ مَجالِيْهْ وقال امرؤ القيس يصف النِّساء: أراهُنَّ لا يُحْبِبْنَ مَنْ قَلَّ مالُه *** ولا مَنْ رَأيْنَ الشَّيْبَ فيه وقَوَّسا وقال جرير: قد كُنْتِ خِدْنًا لنا يا هِنْدُ فاعْتَبِري *** ماذا يَرِيْبُكِ من شَيْبي وتَقْويسي وكذلك استَقْوَسَ. وأنْقاسَ الشَّيْءُ: من قُسْتُه وقِسْتُه جَميعًا. وكذلك قَوْلُهم: هو يَقْتلسُ الشَّيْءَ بغَيرِه: أي يَقيسُه به. ويَقْتاسُ بأبيه: أي يَسْلُكُ سَبيلَهُ ويَقْتَدي به. من اللَّغَتَيْنِ جَميعًا. وقال ابن السكِّيت: يقال رجل مُتَقَوِّس قَوْسَه: أي معه قَوْس. وتَقَوَّسَ ظهرُ الرجل: إذا انْحَنى. وحاجِبٌ مُتَقَوِّسٌ ومُسْتَقْوِسٌ: يُشَبَّه بالقَوْس، وكذلك النُّؤْيُ. وقال ابن عبّاد: المُقَاوِس: الذي يَرْسِلُ الخيل، وقيل: هو القَيّاس. والتركيب يدل على تقدير شيءٍ بِشَيءٍ، ثمَّ يُصَرَّفُ فَتُقْلَبُ واوُه ياءً. ابن عبّاد: القَهْبَسَة: الأتَانُ الغَليظَة. وقال غيرُه: هي القَهْمَسَةُ. قهبلس: القَهْبَلِس: الذَّكَرُ العظيم الغليظ. وقال ابن العرابي: القَهْبَلِس: القملة الصغيرة. قال أبو عمرو: القَهْبَلِس: توصَف به الكَمَرَة، وأنشد: كَمَرَةٌ قَهْبَاءُ قَهْبى قَهْبَلِسْ *** يَحْمِلُها راعي خَلِيّاتِ شُمُسْ وقال أبو تُراب: القَهْبَلِس: الأبيَض الذي تَعلوه كُدْرَة. وقال ابن عبّاد: القَهْبَلِيْس: العظيمة من النساء الضَّخمَة. قَهْوَس -مثال جَرْوَل-: اسم فحل من الإبل. وقال ابن دريد: قَهْوَس: اسم رجل. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هو أبو النُّعْمان التيميّ، وللنُعْمان بن قَهْوَس ذِكْرٌ في النَّقائِض، قالت دَخْتَنُوسُ بنت لَقِيْط بن زُرارَة للنَّعْمان تَهَكُّمًا فَفَرَّ من عارِ هذا الشِّعْر حتى لَحِقَ بِعُمانَ فلا يَدْري وَلَدُه فيمَنْ هُم: فَرَّ ابن قَهْوَسٍ الشُّجَا *** عُ بِكَفِّهِ رُمْحٌ مِتَلُّ يَعْدُو به خاظي البَضِي *** ع كأنَّهُ سِمْعٌ أزَلُّ وقال أبو محمد الأسْوَد: إنَّ هذا الشِّعْرَ لِجَوّاس بن نُعَيْم الضَّبِّيِّ، قاله في "ضالَّة الأدِيب". وقال الفرّاء: رجلٌ قَهْوَسٌ: أي ضخم. والقَهْوَس: الطويل أيضًا. قال: والألفاظ الثلاثة- يعني القَهْوَسَ والسَّهْوَقَ والسَّوْهَق-: بمعنىً واحِدٍ في الطُّولِ والضِّخَمِ، والكلمة واحِدة إلاّ أنَّها قُدِّمَتْ وأُخِّرَت، كما قالوا: عَقَابٌ عَقَنْباةٌ وبَعَنْقاةٌ وعَبَنْقاةٌ. وقال ابن عبّاد: القَهْوَسُ: التَّيْسُ الرَّمْليُّ الطويل والضخم القَرْنَيْن. والطويل من الرجال لأنَّه يَنْحَني ويَحْدَوْدِب، وقيل: سُمِّيَ به لأنّه يَتَقَهْوَس إذا جاءَ مُنْحَنِيًا يَضْطَرِب. والتَّقَهْوُسُ -أيضًا- والقَهْوَسَة: السُّرْعَة. وقال ابن فارسٍ: هذا مُمْكِن أن تكونَ هاؤه زائدةً؛ كأنَّه يَتَقَوَّسُ. قِسْتُ الشَّيءَ بالشَّيْءِ أقِيْسُه قَيْسًا وقِياسًا: أي قَدَّرْتُه على مثاله. وفي المَثَل: تَقِيْسُ الملائِكَة إلى الحدَّادين: وقد مضى أصْلُ المَثَل في تركيب ح د د. والمِقْدار: مِقْياس، وهو داخِل في التركيبَيْن الواوِيّ واليائيّ، قال جَرير: يَخْزى الوَشِيظ إذا قال الصَّمِيْمُ لهم: *** عُدُّوا الحَصى ثمِّ قِيْسُوا بالمَقايِيْسِ الوَشِيْظ: الأتباع والأحلاف. ويقال: بينهما قِيْسُ رُمْحٍ وقاسُ رُمْحٍ وقِيْبُ رُمْحٍ وقابُ رُمْحٍ وقِيْدُ رُمْحٍ وقادُ رُمْحٍ: أي قَدْرُ رُمْحٍ. وقَيْسُ عَيْلان: أبو قَبيلة، وقيسٌ لَقَبُه، واسْمه النّاسُ بن مُضَرَ بن نِزار، هكذا هو في بعض كُتِب اللُّغَة، وقال ابن الكَلْبيّ في جَمْهَرَةِ نَسَبِ قَيْسِ عَيْلان: وَلَدَ قَيْسُ عَيْلان وهو النّاسُ بن مُضَرَ، وإنَّما عَيْلان عَبْدُ مُضَرَ حَضَنَ النّاسَ فَغَلَبَ عليه ونُسِبَ إلَيْه. والقَيْسَان من طَيِّئٍ: قَيس بن عَتّاب بن أبي حارِثَة بن جُدَيِّ بن تَدُوْلَ ابن بُحْتُرِ بن عَتُوْدٍ، وقيس بن هَذَمَة بن عَتّاب بن أبي حارِثَة. وعَبْدُ القَيْس: أبو قَبيلَة من أسد، وهو عبد القَيْس بن أفْصى بن دُعْميِّ بن جَدِيْلَة بن أسد بن رَبيعَة. والقَيْس: التَبَخْتُر. والقَيْس: الشِّدَّة، قال: وأنْتَ على الأعداء قَيْسٌ ونَجْدَةٌ *** وللطّارِقِ العافي هِشَامٌ ونَوْفَلُ ويجوز أن يُرادَ بالألفاظ الثّلاثة أسامي الناس. والقَيْس: الجوع. والقَيْس: الذَّكَرُ. وقال أبو العَبّاس: هوَ يَخْطو قَيْسًا: أي يَجْعَل هذه الخُطْوَة بمِيزان هذه. ومنه حديث أبي الدَرْداء -رضي الله عنه-: خَيرُ نِسائكم التي تَدْخُلُ قَيْسًا وتَخْرُجُ مَيْسًا وتَمْلأُ بَيْتَها أقِطًا وحَيْسا، وشَرُّ نسائكم السَّلْفَعَةُ البَلْقَعَةُ التي تَسْمَعُ لأضْراسِها قَعْقَعَة ولا تزال جارَتُها مُفَزَّعَةً. أي تأتي بِخُطاها مُسْتَوِيَة لأنَاتها ولا تَعْجَلُ كالخَرْقاء، والسَّلْفَعَةُ: الجَرِيْئةُ، والبَلْقَعَةُ: الخالِيَةُ من الخَيْر. وجزيرَة قَيْس:في بحر عُمان، مَعروفة، وهي مُعَرَّبُ كِيْش. وقَيْس: كورة من كُوَر مِصْرَ، وهي الآن خَرابٌ. وامرؤ القَيْس: الملك الشاعر المشهور، قيل: معناه رجل الشدّة والبأس، واسمه سُلَيْمان؛ وامرؤ القيس لَقَب. وهو ابن جُحْر؛ بن الحارِث المَلِك، بن عمرو المَقْصور الذي اقْتَصَرَ على مُلْكِ أبيه؛ بن حُجْرٍ آكِلِ المُرَارِ، بن عمرو بن مُعاوِيَة بن الحارِث بن مُعاوِيَة بن الحارِث بن مُعاوِيَة بن ثَوْرِ بن مُرَتِّع -وهو عمرو- بن معاوِيَة بن ثور -وهو كِنْدَة- بن عُفَيْر بن عَدِيِّ بن الحارِث بن مُرَّة بن أُدَدٍ. وسألَ العبّاس ابن عبد المُطَّلِب عمر -رضي الله عنهما- عن الشُعَراء فقال: امرؤ القَيْس سابِقُهم، خَسَفَ لَهُم عَيْنَ الشِعْرِ، فافْتَقَرَ عن مَعانٍ عُوْرٍ أصَحَّ بَصَرٍ. وامرؤ القَيْس بن عابِس بن المُنذِر بن السِّمْط بن امرئ القَيْس بن عمرو بن مُعاوِيَة بن ثَوْرِ الكِنْديّ: جاهِليّ، وأدْرَكَ الإسلام، رضي الله عنه، وليس في الصَّحابة مَن اسمه امرؤ القَيْس غَيْرُه. وامرؤ القَيْس بن بَكر بن امرئ القَيْس بن الحارِث بن مُعاوِيَة بن الحارث بن معاوِيَة بن ثَوْرٍ الكِنْديّ: جاهِليّ، ولَقَبُه الذَائدُ. وامرؤ القَيْس بن عمرو بن الحارث بن معاوِيَة الأكبَر بن ثَوْر الكِنْديّ: جاهِليّ. وامرؤ القَيْس بن حُمام بن مالك بن عَبيدَة بن هُبَل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عَوْف بن عُذْرَة بن زيد بن رُفَيْدَة بن ثَوْر بن كَلْب بن وَبَرَة: جاهِليّ. وامرؤ القَيْس بن بحر الزُّهَيْريّ: من وَلَدِ زُهَيْر بن جَنَاب الكَلْبيّ. وامرؤ القَيْس بن ربيعة بن الحارِث بن زُهَير بن جُشَم بن بكر بن حُبَيْب بن عمرو بن غَنْم بن تَغْلب، وهو مُهَلْهِل الشاعِر المشهور، ويقال: اسْمُه عَدِيٌّ. وامرؤ القَيْس بن عَدِيّ الكَلْبيّ. وامرؤ القَيْس بن كُلاب بن رِزام العُقَيْليّ ثمَّ الخُوَيْلدِيُّ وهو خُوَيْلِد ابن عوف بن عامِر بن عُقَيْل. وامرؤ القَيْس بن مالِك الحِمْيَرِيّ. هؤلاء كُلُّهم شُعَراء. وقَيْسُوْنُ: مَوْضِع. ومِقْيَس بن صُبَابَة: قَتَلَه نُمَيْلَة بن عبد الله رَجُلٌ من قَوْمِه، قالت أُخْتُه تَرْثيه: لَعَمْري لقد أخْزى نُمَيْلَةَ رَهْطَهُ *** وفَجَّعَ أضْيافَ الشِّتاء بِمِقْيَسِ فللّهِ عَيْنا مَنْ رأى مِثْلَ مِقْيَسٍ *** إذا النُّفَسَاءُ أصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ وتَقَيَّسَ الرَّجُل: إذا تَشَبَّهَ بِقَيْسِ عَيْلانَ؛ أو تَمَسَّكَ منهم بِسَبَبٍ: إمّا بحِلْفٍ وإمّا بجوارٍ أو وَلاءٍ، قال العجّاج: وإنْ دَعَوْتُ من تَمِيمٍ أرْؤسا *** والرَّأْسَ من خُزَيْمَةَ العَرَنْدَسا وقَيْسَ عَيْلانَ ومَنْ تَقَيَّسا *** تقاعَسَ العِزُّ بنا فاقْعَنْسَسا وقايَسْتُ بَيْنَ الأمْرَيْن. ويقال أيضًا: قايَسْتُ فلانًا: إذا جارَيْتَه في القِياس. وهو يَقْتَاسُ الشَّيْءَ بِغَيْرِه: أي يَقِيْسُهُ به. ويَقْتَاسُ بأبِيه: أي يَسْلُكُ سَبِيلَه ويَقْتَدي به. وأنْقَاسَ: مُطاوِعُ قاسَ. وهاتان -أعْني اقْتاسَ وانْقاسَ- تَدْخُلان في التَّرْكِيْبَيْنِ الواوِيِّ واليائيِّ جَميعًا، وقد ذَكَرْتُهُما في ق و س. والتركيب يدل على تقدير شَيْءٍ بشيءٍ.
|